العدد24

| 136

تسهِِّل عملية نقلها داخل العائلة واستمراريتها من جيل لآخر؛ مما يضمن استمرارية الهياكل النفسية الجماعية داخل الأسرة والتنظيم بشكل يجعل الأيديولوجيا في خدمة الحيــاة، أو علــى الأقل بقائها على قيد الحياة؛ حيث تلعب دورًًا أساســيًًّا في حماية الفكر والمحافظة على صلبه، إلا أن اعتبار الأيديولوجيا بوصفها آلية لتحديد الانتماء من عدمه عند الأفراد للانخراط في الأحزاب السياســية يكمن في ما تمنحه التنشــئة السياسية لهؤلاء الأفراد داخل أسرهم. على أنه إذا كانت هذه المحددات السابق ذكرها هي من جنس طبيعة نتائج المعطيات لم تورد في )35( المرتبطــة بنتائج هذه الورقة، يمكننا الإشــارة إلى محددات أخرى أجوبــة المبحوثيــن، عزت عوامل الانخراط إلــى الإدراك الاجتماعي، إذ تركز على ) مكانة الحزب في الوعي السياسي للمواطنات والمواطنين؛ objectivation موضعة ( مما يساعد على حسن تدبير ترتيبات التسويق السياسي للحزب وضمان انخراط أكثر. ) في الإدراك الاجتماعي Brewer , Hong , and Li ( " بروير، هونغ ولي " ويميز كل من لمنظمة سياســية بين الإدراك المتمركز على الجوانب الجوهرانية والإدراك المتعلق بالجوانب الدينامية. وبناء عليه، فالعلامة السياسية للحزب التي قد تحفز الأفراد على الانخــراط ضمنــه تتكون من ثلاثة عناصر: الحزب السياســي (مرجعيات الحزب- .)36( أيديولوجيته)، وسياسات الحزب، وزعيمه رابعًًا: الأصول الاجتماعية للفئات المنخرطة بالحزب السياسي بناء على المعطيات التي أفرزتها نتائج الدراسة، يمكننا اعتبار الأفراد الذين انخرطوا في الأحزاب السياسية يتوفرون على مستوى تعليمي جيد، يتجلى في كونهم حاصلين على شهادات عليا واكتسبوا خبرة في المجالات التي يتقنونها، فمن الممكن إدخالهم في باب ما يعرف بالنخبة الحزبية. لذلك فهؤلاء هم الذين من المفترض أن يتدرجوا في المســؤولية الحزبية حتى يصلوا إلى المؤسسات التشريعية والتنفيذية وغيرها من مؤسســات التمثيل والوســاطة، خصوص ًًا في اللحظة التي يفــوز فيها الحزب الذي ينتمون إليه بنتائج الانتخابات وتمنح له فرصة تدبير الشأن العام. لكن هذه العناصر تبــدو غير كافية. ما يهمنا ضمن هذا الســياق اســتنادًًا إلى العينــة المبحوثة أن الفئة الأكثــر حضورًًا داخل التنظيمات الحزبية تدخل فــي مجال الوظيفة العمومية، على

Made with FlippingBook Online newsletter