العدد24

| 138

تبدو هذه النسب معبِِّرة عن أن الأفراد المنخرطين في الأحزاب السياسية هم أعضاء ينتمــون لمختلــف الفئات الاجتماعية، لكن ما يثير الاهتمام أكثر ينصرف إلى طبيعة الفئــات الأكثر حضورًًا داخل حزب التجمع الوطني للأحرار والتي اتســمت بهيمنة الفئات التي تنشــط في القطاع الخاص والأعمال الحرة على باقي الفئات مع انعدام شــبه تام للفئة التي تدخل في إطار الوظيفة العمومية، وقد يمكن أن نرد هذا الأمر إلــى طبيعة الحــزب باعتباره حزبًًا ذا مرجعية ليبرالية مــن جانب، ومن جانب آخر هيمنــة رجال الأعمــال وأصحاب المهن الحرة على قيادة الحزب، وبالتالي يبدو لنا أن هذا المعطى قد يكون ســببًًا في إحداث التأثير على عملية الانخراط خاصة إذا أخذنا الجانب المتعلق بشــبكة العلاقات؛ إذ ســيكون من البديهي وجود فئات معينة بشكل أكبر من فئات أخرى. إذا توجهنا إلى نسب الطلبة الموجودين داخل كل حزب سنعثر على أن نسبتهم تبقى أيض ًًا ضعيفة، وعلى الخصوص حزب الاســتقلال الذي لم تصادف عينة المبحوثين داخله أي عضو شــاب ما زال يتابع دراســته في أحد الأسلاك الجامعية، وفي نظرنا أنه يمكن إيعاز هذا الضعف إلى غياب الأحزاب السياسية عن الساحة الجامعية التي يفترض أن تكون مرتعًًا لتوجيه الطلبة نحو الانخراط الحزبي، وهو الدور الذي سبق وأن لعبه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إبان الســتينات كفضاء أسهم في استقطاب وتكوين أغلب نخب الأحزاب اليسارية. من هذه الفكرة تطل علينا دراســة لباحثيْْن فرنســيين أُُنجزت عن انخراط الشــباب فئة الطلبة في السياســة، لتســدل الســتار على تجربة توحي بأن الطلبة يوجدون في 800 السياسة وفي الأحزاب السياسية ويصوِِّتون باستمرار؛ إذ من أصل عينة شملت % منهم عن أنهم يصوتون بصفة منتظمة، إضافة 75 شــاب(ة) وطلبة فرنســيين، عبَّّر منهم يرون أن انخراطهم يمكنه المساهمة في تحقيق الكثير من الأشياء 85 إلى أن % % منهم أنه من 81 الإيجابية سياســيًًّا وقادرًًا على إحداث التغيير، وفي المقابل رأى المهم تكريس الوقت للاشــتغال من داخل الأحزاب السياسية والجمعيات السياسية والطلابيــة رغــم قلة وقت الفراغ الذي يلزم الطلبة بالقــراءة أكثر والتحضير لفترات . )37( اجتياز الامتحانات

Made with FlippingBook Online newsletter