العدد24

143 |

هكــذا إذن، وبفعــل هذه المعطيات التي حصلنا عليها يتبين لنا أن علاقة المبحوثين بالأحزاب السياســية ما زالت تكتســي بعدًًا إيجابيًًّا، ولربما قد يعود هذا الأمر لسبب بسيط، هو أن هؤلاء اكتسبوا هذه الثقة بعد دخولهم للحزب، مما يمكن معه افتراض أنه لولا خوضهم غمار التجربة الحزبية لما كانوا في عداد ممن نجحوا في الخروج من هذه السردية السائدة في ذهن عموم المواطنين، لذلك فحتى الأطروحة التي تدافع % من 22 عن تراجع الثقة في العمل الحزبي تبقى واردة لأنه وجدنا أيض ًًا أن حوالي المبحوثين اتجهوا إلى اعتبار دخولهم للحزب أســهم في انهيار أملهم في الممارسة السياسية من داخل الحزب السياسي. لا جدال في الأهمية التي تمثلها مســألة الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياســية عند الأفراد المنخرطين داخل هياكل الحزب السياسي؛ ذلك أن تأكيد هذه الفرضية يعود بالأســاس إلى فكرة مفادها أن الانتماء إلى الحزب السياســي يغير العديد من التمثلات التي تزدري السياســة والعمل الحزبــي، لتقوم محلها تصورات تقوم على مســألة الحضور الدائم داخل الحزب السياســي باعتباره يعكس جوهر الديمقراطية ويوســع من نطاق المشــاركة السياســية. كما أن الوجود في قلب العملية السياسية والمســاهمة في دمقرطة المؤسســات يغيِِّر لدى هؤلاء الأفراد العديد من القناعات الجاهزة عن العمل الحزبي؛ إذ يصبحون من المساهمين في دمقرطة هياكل الحزب ومن المدافعين عن الديمقراطية الداخلية وإن بدت في بعض اللحظات مهزوزة نتيجة % ممن أجريت عليهم 90 شــيوع بعض الممارسات غير السوية، لذلك عبََّر أكثر من هذه الدراسة أن الديمقراطية الداخلية للحزب تبقى مسألة ضرورية وفي غاية الأهمية. نضيف مسألة أخرى، وهي في غاية الأهمية، ترتبط أيض ًًا بتداعيات الانخراط الحزبي علــى الأفراد، ففي اللحظة التي يحســون فيها باليأس من تجربتهم الحزبية، فإما أن نتيجة عدم حصولهم على " الترحال السياســي " يذهبــوا إلــى حزب آخر في صورة التزكية أو ما يشابه ذلك، وإما يغادرون الحزب بصفة نهائية دون أن تكون الوجهة نحو حزب آخر، إذا أردنا أن ندفع بهذا التمييز إلى الوضوح أكثر نعود إلى العينة المبحوثة هل لا يزالون " من خلال السؤال الذي طرحناه عن مآل تجربتهم الحزبية باعتبارهم

Made with FlippingBook Online newsletter