159 |
مقدمة ليس من المبالغة أن يوصف الشارع المغربي بأنه لا يهدأ حتى يتحرك من جديد؛ لأن الاحتجاج أضحى ظاهرة مألوفة لا تغيب عن المشهد العام بالمغرب. يـ ًا ملحوظ ًًا منذ ما يزيد عن العقدين من � شــهد الاحتجــاج المغربي تناميًًا كميًًّا ونوع ، بمعدل 2005 وقفة في ســنة 700 الزمــان، فبعــد أن كانت الاحتجاجات في حدود ا احتجاجيًًّا فعل ًا 14 ، بمعدل 2008 في 5 . 000 وقفتين في اليوم، ارتفع هذا العدد إلى حركة يوميًًّا. وأســهمت 23 ، أي ما يعادل 2010 في حدود 8 . 600 في اليوم، ليبلغ فبراير التي كانت أســبوعية تقريبًًا في ارتفاع عدد 20 التظاهــرات الجماعيــة لحركة اســتمر عــدد الاحتجاجات في " الربيع العربي " . وبعد 2011 الاحتجاجــات ســنة . في حين )1( احتجــاج 17 . 000 إلى 2012 الارتفــاع، فقــد وصل هذا العدد ســنة ا احتجاجيًًّا في اليوم، أي إن عدد شــكل ًا 46 ا وصل إلى معدل ًا 2018 ســجلت ســنة . أما أماكن الاحتجاج )2(2005 مرة مقارنة بســنة 24 الاحتجاجات تضاعف بحوالي فاتسعت لتشمل الوسط القروي والحضري بنسب متفاوتة، وتأتي المدن الكبرى في ،% 24 ، بعدها المدن الصغيرة بنسبة 2013 و 2010 % ما بين 50 المرتبة الأولى بنسبة . علاوة )3( % 8 %، تليها المدن المتوسطة بـ 18 ثم احتجاجات الوســط القروي بنسبة على ذلك، تنوعت مطالب الاحتجاج بين الاجتماعي والقيمي والسياسي، وتوزعت فضاءاته بين الشارع العام والفضاء الافتراضي لشبكات التواصل الرقمي. يثير تنامي الاحتجاج وتوسعه المجالي إشكالية علاقته بالأحزاب السياسية، باعتبار أن التوسط بين الدولة والمجتمع، وتمثيل الطبقات والفئات الاجتماعية، وعقلنة مطالبها، وتدبيــر التوترات الاجتماعية، من صميم وظائــف التنظيمات الحزبية. وانطلاقًًا من كــون العلاقة بيــن الحركات الاحتجاجية والاجتماعية والأحزاب السياســية متعددة الأوجــه؛ بحيــث يمكن أن يتعاونوا وأن يؤثروا فــي بعضهم البعض، كما يمكن أن يكون لديهم قضايا ورؤى متضاربة، وكون هذه العلاقة تتأثر بعوامل مختلفة؛ تسعى هذه الدراسة إلى فهم تحولات علاقة الأحزاب السياسية المغربية بالاحتجاج خلال والانفتاح على الفرضيات التفســيرية الممكنة. 2022 و 1934 المــدة الممتدة ما بين فهذه الإشــكالية التي تظهر للوهلة الأولى آنية ومستجدة يصعب فصلها عن سيرورة
Made with FlippingBook Online newsletter