العدد24

| 160

التطور السوسيولوجي للاحتجاج المغربي، وعن مسار الأحزاب السياسية، وتحولات النسق السياسي عمومًًا. )، الذي يرى Howard S . Becker استعنََّا في هذه الدراسة بالنمط المبني لهاورد بيكر ( أن أهميــة النمط تتجلى فــي قدرته على تنظيم الوقائع بطريقة تجعلها قابلة للمقارنة . كما نجد المنهج الكيفي مناسبًًا لدراسة )4( والتفسير، وليس في مدى تلاؤمه مع الواقع تمظهرات التغير لدى الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، والرؤى التي يحملونها عن الواقــع الاجتماعي، والإحاطة بتعقد الســلوكات انطلاقًًا من مقاربة الســياقات التي . وانتصارًًا للأداء الكيفي، تم الاعتماد على تحليل مضمون معطيات )5( تجــري فيها نوعيــة أخذت من أثــر الحركات الاحتجاجية، والاجتماعية، والأحزاب السياســية، والمنظمات النقابية، الموثق كتابة، والمنشور على شبكات التواصل الرقمي والمواقع الإلكترونية. ومن أجل إعادة قراءة الأحداث، وتتبع سلســلة من اللحظات التاريخية التي مرت بها علاقة الأحزاب السياسية المغربية بالاحتجاج، حاولنا تحقيق التكامل للدراسات التي تناولت الظاهرة الاحتجاجية " الميكرو " و " الماكرو " بين المســتويين بالمغرب في شــموليتها، وتلك التي ركــزت على احتجاجات بعينها. وبما أن الحد " العينات الكبرى " الزمني للدراســة يمتد عدة عقود، كان من الضروري التركيز على للاحتجاج المغربي. تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة أجزاء، الأول تأطير نظري لمفهومي الاحتجاج والحزب السياســي، ومختلف الفوارق الموجودة بين الثــورة، والتمرد، والحركة الاجتماعية، والاحتجاجية. ويتناول الثاني والثالث قراءة في ســيرورة علاقة الأحزاب السياســية ، مع التركيز على 2022 إلى 1934 المغربية بالاحتجاج والتحولات التي عرفتها منذ أهم الأحداث وسياقاتها. ولغاية الفهم والانفتاح على فرضيات تفسيرية نقترح نمطين مبنييــن يصفان تحولات علاقة التنظيمات الحزبية بالاحتجاج، هما: نمط الاحتجاج السياسي (ثانيًًا)، ثم نمط الاستقلال الاحتجاجي (ثالثًًا). ا : حول الاحتجاج والحزب السياسي أول ًا الاحتجــاج أصنــاف عدة مثــل التمرد، والعصيــان، والخروج، والثــورة، والحركة الاحتجاجية، والاجتماعية، وبقدر ما تختلف هذه الظواهر بقدر ما تختلط فيما بينها، مما يفرض محاولة بيان الفوارق القائمة بينها. تثير مفردة الثورة كثيرًًا من الالتباس،

Made with FlippingBook Online newsletter