العدد24

| 162

)، فالحزب السياســي هو أي تجمع سياســي محدد باســم رسمي، ويشارك Sartori ، مركزًًا بذلك على )12( في العملية الانتخابية، عبر تقديم مرشــحين لولايات سياسية الوظائف الانتخابية للحزب السياسي وممارسته لعملية صنع القرار. على الرغم من انعدام الإجماع على مفهوم الحزب السياسي، إلا أن الأدبيات النظرية تتفق، ولو بشــكل ضمني، على كون الأحزاب السياســية مسألة جوهرية في الأنظمة ، لما تلعبه من أدوار أساســية، )13( الديمقراطية وحتى في بعض الأنظمة الســلطوية سواء أكان في المنظومة التمثيلية الحديثة، أم في التغيير والانتقال الديمقراطي. ويؤكد عدد من الباحثين أن الأحزاب السياسية عرفت تحولات في توجهاتها، وتراجعًًا في امتداداتها المجتمعية، وأن منظمات أخرى أصبحت تنافسها على الأدوار التي كانت تحتكرها في الماضي. وذهب آخرون إلى حد القول: إن الأحزاب السياسية أصبحت متجاو ََزة. فــي الواقــع، يتعلق الأمــر بالتحديات الراهنة لهذه المؤسســات، مــا دام لا يوجد . وتؤكد مســألتان هذا )14( حتى الآن بديل للأحزاب السياســية وللنظام الديمقراطي ا: لا يزال لهذه التنظيمات حضور ســواء في الأنظمة الديمقراطية أو الافتراض. أولًا غيــر الديمقراطية. وثانيًًا: يواجه الافتراض القائل بأن الأحزاب السياســية متجاوزة، واســتنفدت مبررات وجودها، مأزق الإجابة عن مجموعة من الإشــكاليات النظرية والعملية بشأن المنظومة الديمقراطية؛ لأن التنظيمات الحزبية تقترن بها، وتعد إحدى آلياتها التنظيمية التي يستحيل أن تعمل بدونها. ثانًيًا: نمط الاحتجاج السياسي اختلفت تأصيلات الباحثين في الاحتجاج وتاريخه خلال الدولة السلطانية في تعريفه (التمرد على السلطة المركزية، وخروج مناطق من " السيبة " بين من ينظر إلى ظاهرة ) على أنها شكل أولي للاحتجاج المغربي، وبين من يعد " بلاد السيبة " سلطتها، تسمى . الأمر نفسه استعصى على )15( ا لوقائع تاريخية معزولة عن ســياقاتها ذلك اســتعمالًا فهم الكولونياليين الفرنســيين، الذين عاشوا مفارقة الاندهاش والانبهار، لما عجزوا . )16( (الســيبة) في زمن واحد " الثورة " عــن فهم كيفية تأليف المغاربة بين الطاعة و ورغــم أن المغــرب عرف تاريخيًًّا نماذج من التمــرد والاضطراب، غير أنه يصعب

Made with FlippingBook Online newsletter