15 |
اقتصادية متصاعدة تتضح معالمها في مشاريع الصين في ميناء غوادر الباكستاني على بحر العرب، واستثماراتها الضخمة في البنية التحتية الباكستانية. كما أن الصين على احتكاك مباشر بالدول الإسلامية المطلة على بحر جنوب الصين: إندونيسيا وماليزيا وبروناي، وهي تســتثمر اســتثمارات ضخمة في البنية التحتية في عموم دول آســيا الوســطى الإسلامية، بعد تراخي القبضة الروسية عن تلك الدول. كما ترتبط الصين ، وتضمنت التعاون 2021 بمعاهدة شراكة إستراتيجية مع إيران، وقََّعتْْها الدولتان عام الإستراتيجي بينهما لمدة ربع قرن في كل المجالات، بما فيها المجال العسكري. وإذا تحدثنا عن باكستان وإيران فنحن نتحدث عن تخوم المنطقة العربية التي تتكثف صلات الصين بها، ويزداد حضورها فيها ومن حولها يومًًا بعد يوم، وخصوص ًًا دول الخليج والشــرق الأوســط والقرن الإفريقي. فقد وصل اســتيراد الصين من النفط % من وارداتها، بما 50 ، أكثر من 2022 الخليجــي (العربي والإيراني)، مطلع العــام . وقد )7( يتجاوز ثلاثة أضعاف الواردات النفطية والأوروبية الأميركية من نفط الخليج أولى قواعدها العسكرية خارج حدودها في دولة عربية، 2017 أقامت الصين منذ عام هي جيبوتي، لتقوية حضورها في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الإفريقي. يقال إنه عندما استولى " وعلاقة الصين بمنطقة الخليج ليست جديدة على ما يبدو؛ إذ قرب البصرة، في خلافة عمر بن الخطاب، وجد بها المسلمون الأ ُُب ُُل ََّه العرب على ميناء John( . وقد تنبأ منظ ِِّر العلاقات الدولية الأميركي، جون ميرشايمر )8(" ســفنًًا صينية وأوضح " الشــراكة الإستراتيجية الشاملة، " ، باتفاقية 2010 ، منذ عام )Mearsheimer ميرشــايمر ما قد يترتب على هذه الاتفاقية لمنطقتي الخليج والشــرق الأوسط على المدى البعيد، فقال: نظــرًًا لاعتمــاد الصين على نفط الخليج، فمن الراجح أنها ســتتنافس مع الولايات " المتحــدة على النفوذ فــي هذه المنطقة ذات الأهمية الإســتراتيجية، بنفس المنحى التي نحاه الاتحاد الســوفيتي من قبل. وليس اجتياح الصين للشــرق الأوسط بالأمر المرجح، لأنه بعيد عن الصين، ولأن الولايات المتحدة ستسعى لإفشال هذا الهجوم يقينًًا. ولكن من الراجح أن الصين ستؤســس لحضور عســكري دائم في المنطقة إذا اســتعان بها حليف مقرب. على ســبيل المثال من الممكن تصور إيران والصين وقد . )9(" رس ََّخا العلاقات بينهما، ثم إذا بإيران تطالب باستقرار قوات صينية على أرضها
Made with FlippingBook Online newsletter