العدد24

| 168

من أكثر الاحتجاجات التي تعرضت للتأويلات 1965 مارس/آذار 23 تعــد انتفاضة السياسية؛ إذ تعلل السلطة السياسية لجوؤها إلى العنف بضرورة حفظ النظام وحماية الدولة، بينما وظفت الحركة الماركسية الانتفاضة لبناء شرعيتها السياسية، وإن كانت الحركة لم توقد شرارة الانتفاضة ولا أشرفت على تنظيمها؛ لأنها نشأت بعد الانتفاضة وليس قبلها. ورغم أن العوامل التي يمكن أن تفسر اندلاع الاحتجاج العنيف متعددة، يبقى العامل السياسي حاضرًًا، خاصة في سياق سلطوي تميز بالمجابهة والصراع بين السلطة والمعارضة التي حرصت على أن يكون لها امتداد في صفوف فئات مختلفة، بما فيها الطلبة والتلاميذ. جاءت الانتفاضة في جو سياسي متوتر، بعدما توالت مجموعة من الأحداث السياسية: ، ثم تبني الاتحاد الوطني للقوات الشــعبية 1960 إقالة حكومة عبد الله إبراهيم في ، فاعتقال 1962 ، ومقاطعة الحزب للاســتفتاء على أول دســتور في " الخيار الثوري " ، ثم تقديم أحزاب المعارضة لملتمس الرقابة ضد 1963 ومحاكمــة قادة الحزب في . 1965 ، وأخيرًًا، اختفاء المهدي بن بركة في 1964 الحكومة في مارس/آذار، لما 23 تواصلت إســتراتيجية التوظيف السياسي للاحتجاج مع انتفاضة مارس/آذار، أن الانتفاضة تتجاوز قطاع 28 أعلنت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في إرادة الطبقة العمالية " التعليم، لتشمل الإشكالات السياسية والمؤسساتية، وتعبِِّر عن [...] للنضــال بجميع الوســائل من أجــل تغيير راديكالي لاتجاه السياســة الوطنية . أما الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، فقد ساند موقف النقابة، )46(" ومناهج الحكومة كل العمال يدركون اليوم: أن الحقوق الشــرعية " مارس/آذار، أن 31 وأعلــن، فــي للطبقــة العماليــة لا يمكن ضمانها إلا بإيجاد تصور سياســي واقتصادي واجتماعي . أما الحزب الشيوعي )47(" قادر على الاستجابة لما تطمح له كل الجماهير الشعبية تعبيــرًًا جماهيريًًّا وعفويًًّا ضد عدم إنجاز الثورة الوطنية " المغربــي فكانت الانتفاضة . وعلى المنوال )48(" الديمقراطيــة[...] واختلال في موازين القوة لصالــح الإقطاع نفســه، طالب الفريق النيابي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية داخل البرلمان بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في الأحداث، لكن الحكومة لم تسمح لها بزيارة مدينة الدار البيضاء.

Made with FlippingBook Online newsletter