173 |
، عن تشــكيل الكتلة 1992 مايو/أيار 17 الإضــراب، أعلنت أحزاب المعارضة، في الديمقراطية، وطالبت بمجموعة من الإصلاحات. ثالثًًا: نمط الاستقلال الاحتجاجي بعدما تميزت الحياة السياســية بالمغرب منذ فجر الاســتقلال بالتقاطب السياســي، اتســمت نهاية التســعينات بتراجع النضال الجماهيري المرتبــط بالتنظيمات الحزبية ، مع ما " التناوب " بانخــراط أغلــب مكونات الكتلة الديمقراطية في تجربــة حكومة أفضــى إليــه ذلك من ضمور دورها في التعبئة النضالية للشــارع. ودخل الاحتجاج مرحلة جديدة، سواء من حيث المضمون والمطالب، أو من حيث علاقته بالأحزاب، والنقابات، والسلطة السياسية. . اقتحام الفاعلين الجدد للساحة الاحتجاجية 1 عرف المغرب خلال التســعينات انفتاحًًا سياســيًًّا نســبيًًّا، وتغيرت نظرة المواطنين ا صعــب الولوج، بل أصبحت للسياســة؛ إذ لــم تعد كما كانت في الســابق، مجالًا . بصفة عامة، تراجعت إلى حد ما مظاهر الانغلاق )70( بشكل ما مادة يومية للمواطنين السياسي شبه التام الذي ميز الفترات الماضية. في ســياق المتغيرات الجديدة للنسق السياسي، الذي تتحرك الحركات الاحتجاجية وشــيء لا يلفت " ذكرى تاريخية " والاجتماعيــة داخلــه، تحول الإضراب العام إلى الانتبــاه، ولــم تعد منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغــرب لتناقضاتها الداخلية قادرة على الفعل الاحتجاجي المنظم. وحزبيًًّا، قبل جزء مهم من المعارضة بقيادة الاتحاد الاشتراكي الإشراك في السلطة بحصة شكلية، ومراجعة منظورها للإصلاح السياسي. بالمقابــل، ظهر فاعلون جدد على الســاحة الاحتجاجية مكان الاحتجاجات العنيفة بقيادة المعارضة الحزبية وامتداداتها النقابية والطلابية. هكــذا بــرزت حركات اجتماعية ذات نزعة احتجاجيــة كانت خلال فترة الاحتجاج السياســي تابعة للأحزاب السياســية أو متواضعة من حيث حضورها، مثل الحركة النســائية التي تشــكلت بوادرها الأولى داخل التنظيمات الحزبية المعارضة، قبل أن إلى الاحتجاج " الوعظ " و " الدعوة " تستقل عنها، والحركة الإسلامية التي انتقلت من
Made with FlippingBook Online newsletter