العدد24

| 174

العلني. ويســري الأمر نفســه على الحركة الأمازيغية التي عرفت خلال التســعينات دينامية مهمة في ســيرورة تطورها، أفضت إلى تنويع أســاليب عملها بين الاحتجاج في الشــارع العام والعمل الثقافي والامتداد الجمعوي، قصد الضغط على الســلطة ا عن حركات المعطلين حاملي الشــهادات التي تطالب للاســتجابة لمطالبها. فضلًا بالحق في الشغل. فــي الوقت الــذي يتنافس فيه الفاعلون الجدد على احــتلال الفضاء العام، تبين أن المعارضة الحزبية التي لا تراهن على اللعبة الانتخابية غير قادرة على مسايرة التزايد المستمر لكثافة الاحتجاج، وامتداده الجغرافي، وتعدد مطالبه، ولا على توظيفه سياسيًًّا كما في فترة الاحتجاج السياســي؛ لأنها لم تتمكن من مواكبة التحولات السياســية والاجتماعية المتسارعة، لتتموقع على هامش الحقل السياسي. فبراير: التنظيمات الحزبية على محك الاختبار 20 . حركة 2 20 حركة " ، ظهرت البوادر الأولى لما سيســمى لاحقًًا بـ " الربيع العربي " في ســياق ، لما طرحت مجموعات شبابية مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية للنقاش " فبراير علــى مواقع التواصل الاجتماعــي. وحاولت هذه المجموعات فــي البداية تجاوز الاختلافات الأيديولوجية بين الفرقاء السياسيين وتشكيل حركة مستقلة. لاحقًًا، انضمت التنظيمات السياســية والحقوقية والنقابية المعارضة إلى الحركة في إحدى مراحل تشكلها (حزب النهج الديمقراطي، الحزب الاشتراكي الموحد، جماعة العدل والإحســان، الحركات الأمازيغية، الجمعية المغربية لحقوق الإنســان، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بعض فصائل وطلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ا عن بعض المنتسبين إلى أحزاب الاتحاد الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل...)، فضلًا الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والعدالة والتنمية. ورغم أن الحركة نجحــت في تشــكيل نوع من التنظيم وآليات للتنســيق، من قبيــل الجموع العامة، المجلس الوطني، التنســيقيات المحلية، واللجان الوظيفية، إلا أنها كانت، وفقًًا لعبد الرحمن رشيق، تبحر دون بوصلة، وتحاول الحفاظ على توازنات هشة بين المكونات ؛ الأمر الذي أثََّر على فاعلية الحركة، ومنح الفرصة )71( الحزبية والسياســية المتنافرة للسلطة السياسية لإعادة ترتيب أوراقها وتوجيه الأحداث لمصلحتها.

Made with FlippingBook Online newsletter