17 |
ورؤساء الشركات والمنظمات. ولا تزال الأكاديميات العسكرية المرموقة تدرِِّس هذا الفصول الثلاثة " فإن (Mark McNeily( الكتاب لطلابها إلى اليوم. وكما لاحظ مارك عشــر لهذا النص العتيق لا تزال مرجعًًا اليوم لجنود لم يعودوا يقاتلون بالســيوف والرماح، بل بالصواريخ والطائرات المسيرة، ولا يتواصلون بالأعلام، بل عبر الأقمار الصناعية، ولا يناورون بناء على معالم الأرض، بل باستخدام نظام التموقع العالمي . فــإذا لــم نكــن قد منح ْْنا هذا النص العتيق ما يســتحقه من عناية، فإنه )15( " GPS الحاضر الغائب في حياتنا، لأن الآخرين قد تدارســوه وطبقوا مبادئه الإســتراتيجية علينا. فلنلتفت الآن إلى ملامح شــخصية صن تزو، وشــيء من تاريخ كتابه وبنْْيته، وأثره الباقي، عسى أن نعوض شيئًًا من تفريطنا السالف. شخصية صن تزو تــدل الدلائــل التاريخية المتاحة على أن صن تزو عاش في ظروف صراع مرير بين الدويلات التي كانت تتوزع أرض الصين وتتنازعها، وفي بيئة تقدر الحكمة السياسية والبراعة الحربية. ولكن لا يُُعرف الكثير عن حياة صن تزو الشــخصية، وإنما توجد شــذرات ذات صلة بســيرته السياسية والعســكرية، وليس من الواضح مستوى الثقة التاريخية الذي تستحقه هذه الشذرات المتناثرة. فما صح منها فهو معبِِّر عن الوقائع التاريخية، وما لم يصح منها فهو يعكس ما أضفاه اللاحقون من المفكرين والمؤرخين الصينيين على صن تزو من صفات، ليست بالغريبة عليه، أو على مجتمعه وبيئته. ومن ، ومعناه: " صن تزو " ، لكنه اشتهر باسم " صن وو " هذه الشذرات أن اسمه الأصلي ، تقديرًًا لعلمه وخبرته، وأنه كان قائدًًا عســكريًًّا في بلاط مملكة وو "ْْ المعلم صن " ، وهــي إحــدى الممالك الكثيرة التي زادت على مئة وخمســين دويلة، وكانت Wu . ولا يُُعرف )16( تتقاسم الأرض الصينية آنذاك، وأن جده كان واليًًا من ولاة الأقاليم ، ســوى أنه قاد جيشــها في عدد " وو " الكثير عن حياة صن تزو بعد لحاقه بمملكة من الحروب المظفرة ضد الممالك الصينية المنافسة. ، واختبار الملك لخبرته " وو " ومن أشهر القصص عن صن تزو قصة لقائه مع ملك بتحديه أن يدرب جواري القصر حتى يصبحن محاربات محترفات. فصف صن تزو الجواري صفين، وعين على رأس كل من الصفين إحدى محظيات الملك الأثيرات
Made with FlippingBook Online newsletter