العدد24

| 196

عديدة وعبر كتابات مختلفة عكست الرغبة في تحقيق التوازن بين المركز والمحيط .) 6 عن طريق إصلاحات توخ ََّت استيعاب النخب الاقتصادية الإقليمية( يحاجج الكاتب بأن تأخر إسبانيا عن ركب التقدم يرجع بالأساس إلى ضعف قاعدتها الإقليمية؛ إذ أفضت التحولات السياســية إلى تكريس دولة لا مركزية تتميز بالموقع الهش للعاصمة من النواحي الاقتصادية والسياسية مقارنة بالأطراف التي تحولت إلى مراكز جذب اقتصادي، وهو ما يعكســه متوســط الدخل الإقليمي بمدريد الذي كان دائمًًا أقل من بلباو وبلنســية والبليار وبرشــلونة التي اســتفادت من التوطين المبكر للمراكز الصناعية ومن تدابير الحماية الجمركية، أما الاقتصاد الأندلسي فقد ظل أكثر تخلفًًا جرََّاء الافتقار إلى الرســاميل الكافيــة واليد العاملة المؤه ََّلة وضعف الاعتماد )، ناهيك عن البعد عــن المراكز التجارية ومصادر Mecanización علــى المكننــة ( الطاقــة في أوروبا. ارتباطًًا بذلك، يتهم كارلوس سانشــيز النخب الاقتصادية بكونها ترفــل فــي نعيم الإيرادات الريعية تحت رداء الديمقراطية، فعلى عكس الرأســمالية الأوروبية التي استثمرت قيم المبادرة الحرة والمنافسة في مراكمة الثروات فقد غاب ا عن ذلك- هاجس المنافســة الدولية عن رجال الأعمال الإســبان الذين آثروا -بدلًا الهيمنة على الســلطة السياســية للحصول على احتكارات طويلة الأمد في قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة والمالية. وهي النزعة التي ســتكرِِّس لاحقًًا ثقافة ســائدة تمجد الريع والمحسوبية بدل التنافس وروح المبادرة التي حفزت ديناميات التحول الرأسمالي بالدول الأوروبية المتقدمة. ويستمر المؤلف في المقارنة، فيرى أن التخلف التاريخي للاقتصاد الإسباني لا يمكن تشــخيصه إلا بالمقارنة مع الدول التي أنجزت ثورتها الزراعية الخاصة مثل هولندا وإنكلترا، فيما ظلت إســبانيا أسيرة التقنيات القديمة ومسلكيات الاحتكار والاحتماء التي كرســت تحكم اللوبي الزراعي في سلََّة الغذاء. ويسري الأمر نفسه على المواد المصنََّعة، فعلى عكس دول شمال أوروبا لم تحرص الحكومات الإسبانية المتعاقبة على قيادة التصنيع الذي يعد المحرك الاقتصادي للتاريخ، بل إن الســلطة السياســية اختارت أيسر سبيل بالاستعانة بالمصادر الخارجية لرجال الأعمال المقربين من دوائر القرار، وهو ما ساعد على تشكل أرستقراطية اقتصادية جديدة ظلت تقاوم باستمرار كل محاولة لتخفيض التعريفات الجمركية والانفتاح على المنافسة الأجنبية التي تهدد .) 45 مصالحها الخاصة حتى ولو كان في ذلك تدمير اقتصاد البلاد (ص

Made with FlippingBook Online newsletter