العدد24

| 204

الصناعة والاقتصاد للتأثير على السياســة الطاقية، خصوص ًًا أنه صاحب أكبر شــركة )، صاحب شركة Durá n Farell للغاز الطبيعي. وكذلك شأن السياسي، دوران فاريل ( كتالونيا للغاز التي كان من المسهمين فيها وزراء اشتراكيون على رأسهم نائب رئيس الحكومة. وقد أســفر تضارب المصالح عن ضجة سياسية هائلة عندما وافق مجلس ) إلى شركة كتالونيا Enagás في المئة من الشركة الوطنية للغاز ( 91 الوزراء على بيع للغاز بدعم فيليبي غونثاليث الذي كان دائم الثناء على دوران فاريل لدوره في ضمان .) 11 إمدادات الطاقة لشريان التصنيع الإسباني في كتالونيا (ص عــود علــى بدء، أعــاد الكاتب التأكيد فــي نهاية المؤلف على أن مســببات تأخير النهضــة الصناعية في إســبانيا، وفي مقدمتها غياب المنافســة التي خنقت الاقتصاد las élites وجعلته منكفئًًا في ظل بنية مؤسسية مترهلة تسيطر عليها النخب الريعية ( )، أما السبب الثاني فيرجع للمقاربة المعتمدة في تحفيز الاقتصاد بالتركيز extractivas على تحصين شــبكات النخب الملتفة حول الســلطة بدل تحفيز النشاط الاقتصادي، ) التي غذت patronage وهما ســببان سيسهمان في تشــكيل منظومة المحســوبية ( قيم اســتغلال النفود والتحايل على القواعد وتبخيس الكفاءة الاقتصادية، معتبرًًا أن الاقتصاد الإسباني المعاصر ابتلي بجمعيات أصحاب العمل والمنظمات الاجتماعية El imperio ( " إمبراطورية مجهولة " والنقابيــة ومجموعات الضغط التي تحولت إلى ) دفعت الدولة -من خلال شــبكاتها الأخطبوطية المحيطة بمراكز القرار- anónimo إلى إصدار قرارات سيئة دمرت القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتغاضت عن معاقبة الشــركات الفاسدة والمحتكرة، كما كرست فســادًًا منهجيًًّا يولِِّد باستمرار وضعيات الظلم والتمييز ويضر بمصداقية السلطات العامة. في ضوء ذلك، أكد الكاتب أنه ليس من قبيل المصادفة أن الديمقراطيات الأكثر تقدمًًا هي التي يقل فيها الفســاد وتتعاظم بها مؤشــرات الشفافية. وهنا يبدو أن الكاتب قد " الطوائف الاقتصادية " ناقض الحكم الذي انتهى إليه في السابق عند حديثه عن حكم ) التي تشكل أساس الدولة العميقة في مختلف الفترات Las Castas Económicas ( يستوي في ذلك حالات قوة الدولة أو ضعفها، والطابع الديمقراطي أو الديكتاتوري ا ًا ، والحال أن إسبانيا قد مرََّت من تجربة ديمقراطية أصبحت مثال )19( للنظام السياسي يُُحتــذى عبــر العالم عبر إصلاحات متعاقبة قلصت الفجــوة بين الدولة والمجتمع،

Made with FlippingBook Online newsletter