العدد24

205 |

وارتقت بمؤشــرات حكامة تدبير الشــؤون العامة، ولذلك، فقد كان على الكاتب أن يبرز بالملموس الأعطاب المزمنة للنظام الديمقراطي في إســبانيا التي تجعله -على حد تعبيره- غير قادر على لجم الشبكات الزبونية في سعيها للاستحواذ على النظام الاقتصادي. لقد وقف كارلوس سانشــيز على ملامح مهمة في رصد تأثيرات النخب الاقتصادية على السياسات العامة، لكنه لم يتمكن من الإحاطة بكامل الصورة؛ لأن تحليله توقف ا الفترات اللاحقة التي شهدت متغيرات حاسمة في الحياة عند مرحلة التسعينات مهملًا ) 2014 - 2008 السياسية والاقتصادية في إسبانيا، وخاصة الأزمة الاقتصادية الكبرى ( التي أرخت بظلالها على المشهد السياسي؛ حيث طفت على السطح حالات سافرة الخريطة السياسية في إسبانيا، " فبركة " لمبلغ التأثير الذي تلعبه مركبات المصالح في مثل قضية الصندوق الأســود المخصص لتمويل الحزب الشــعبي برعاية المصرفي بعد سلسلة من 2018 لويس بارســيناس، والتي ستطيح بحكومة ماريانو راخوي في . كما تميزت هذه الفترة بظهور فاعلين جدد في ظل 2009 التحقيقــات انطلقــت منذ واقــع متغير ورفض اجتماعي جعل قطاعات واســعة مــن المجتمع تصطف خلف تيارات أقصى اليســار واليمين التي تميز خطابها بمعاداة لوبيات المصالح. وبالرغم مــن عــدم معالجة الكاتب لهذه الأحداث فإن تحليلــه يبدو صائبًًا في جزء منه أمام اســتمرار إمساك مركبات المصالح الاقتصادية بتلابيب اللعبة السياسية. والأمر نفسه بشأن الطابع البراغماتي للنخب الإقليمية إذا ما تجاوزنا حالة إعلان استقلال كتالونيا ، وحتى مآلات هذه الأخيرة تبرز بالملموس تأثير الأوليغارشــيات المالية 2018 في والصناعية في المشــهد السياســي بكتالونيا وبإسبانيا بشــكل عام؛ حيث لعبت دورًًا وبين "ERC" ظـًا في التقارب الذي حصل بين اليســار الجمهوري الكتالوني � ملحو ) Pedro Sánchez ) بزعامة بيدرو سانشــيز ( PSOE الحــزب العمالي الاشــتراكي ( ، مقابل فشل 2023 في مســعاه لتشــكيل الحكومة المنبثقة عن انتخابات يوليو/تموز زعيم الحزب الشــعبي الذي كان يسنده اللوبي الزراعي وجماعات الضغط القشتالية المناهضة للقوميات الإقليمية.

Made with FlippingBook Online newsletter