العدد24

23 |

الأثر الباقي في الغرب ،) 1821 - 1769 ورد في بعض المصادر أن الامبراطور الفرنســي، نابليون بونابرت ( اطلع على طبعة من ترجمة القســيس اليســوعي، جان آميوت ْْ، لكتاب صن تزو إلى اللغة الفرنســية، واســتمد منها عددًًا من مناوراته الحربية غير المألوفة التي أذهلت معاصريه. ويرجح غريفيث هذا الاستنتاج بناء على أن نابليون اشتهر بأنه قارئ نهم حين كان ضابطًًا شابًًّا، وأن من المستبعد أن يفوته نص بهذه الأهمية كان متاح ًًا لقراء . ولا يستبعد رالف سوير أيض ًًا اطلاع نابليون على كتاب )42( اللغة الفرنسية في عصره ، )Victor H. Mair لكــن مترجمًًا آخر لصن تزو، وهو فيكتور ماير ( )43( صــن تزو قصة رومانسية صيغت لتحريك " يشك ِِّك في اطلاع نابليون على الكتاب، ويعتبر الأمر ، رغم أنه لا يقدم أدلة نافية مقنعة. ولا يزال الجدل )44( " الخيال، لكنها مجرد تلفيق الأكاديمي في هذا الموضوع محتدمًًا. ومع ذلك، فإن الكتاب لم ينتشر في الغرب ويشتهر إلا بعد الحرب العالمية الأولى ومــا حــدث فيها من فظائع، حيث بدأ الغربيون يبحثون عن منظور إســتراتيجي أقل عناء وأكثر غناء من أنماط الحروب التي قادتهم إليها نظرياتهم العســكرية المتوارثة منذ القرن التاســع عشر، وأهمها نظريات المفكر العسكري البروسي، كارل كلاوس )، التي تنحو منحى المصادمة والتدمير، ولا تهتم 1831 - 1780 ( ) Clausewitz فيتز (( كثيرًًا بالمناورة والالتفاف، والاقتصاد في الدماء والدمار. لقــد وجد الغربيون ضالتهم في كتاب صــن تزو فن الحرب، ويرجع الفضل الأكبر ،) 1970 - 1895 ( ) Liddell Hart في ذلك للمفكر العسكري البريطاني، ليدل هارت ( الذي ســو ََّق الكتاب لدى الأوســاط الإســتراتيجية الغربية، وتبنََّى عددًًا من مقولاته ، وهي " المقاربة غير المباشــرة " الأساســية. وبإلهام من صن تزو صاغ هارت فكرة ينبغي " من أهم إسهاماته في الفكر الإستراتيجي. وخلاصة هذه الإستراتيجية هي أنه على المرء -كقاعدة عامة- أن يضرب ضد أكثر نقاط العدو ضعفًًا، وليس ضد أقوى . وهذه فكرة مستمدة من صن تزو، على نحو ما سنبينه فيما بعد تحت )45( " حصونه . " اضرب الخواصر الرخوة " عنوان: وفي تقديمه لترجمة غريفيث الإنكليزية، وصف ليدل هارت كتاب صن تزو بأنه من أقدم الكتب في فن الحرب، وبأنه لم يوجد نص استطاع تجاوزه في العمق والشمول.

Made with FlippingBook Online newsletter