العدد24

| 26

لباب النصين ورسالتهما يوجد تداخل بين مضامين الفصول الثلاثة عشر التي يتألف منها كتاب صن تزو، كما ا عن يوجد تداخل بين المعاني المعبََّر عنها في الإستراتيجيات الست والثلاثين، فضلًا أوجه الشــبه بين مضامين النصين. ولا عجب في ذلك، فهما ثمرة من ثمار تشــكل ثقافي واحد، هو الحضارة الصينية وتقاليدها السياسية والعسكرية. ويعين هذا التداخل على ضم أفكار بعضها لبعض في شــكل خطــوط عريضة بارزة. ولذلك عمدنا هنا ا من اســتعراض إلى اســتخلاص لباب النصين بالتركيز على مضامينهما الكبرى بدلًا أفكارهما استعراض ًًا خيطيًًّا. وقد تجاهلنا ما ورد في كتاب صن تزو من التفصيلات الفنية ذات الصلة بأعداد الجيوش، وأنماط الأسلحة التي كانت مستخدمة في الصين القديمة، لأنها أمور تنتمي لعصر مضى وانقضى. لقد استنبطنا من النصين ما اعتبرناه مبادئ إستراتيجية عامة، صغنا جلها بلغتنا الخاصة، لأن أغلبهــا لــم يرد في النصين بلفظه، لكــن معانيها مبثوثة -صراحة أو ضمنًًا- في ثناياهما. وقد دلََّلنا على كل من هذه المبادئ باقتباســات من النصين، وأبرزنا شــيئا مــن دلالاتهــا بما يقر ِِّبهــا أكثر إلى ذهن القارئ المعاصر، وعضدنــا أحيانًًا ما ذكره صن تزو بكلام بعض شــراحه الصينيين الأقدمين، أو بنصوص من الإســتراتيجيات الست والثلاثين، إذا حصل تشابه في المعنى بين هذه النصوص. وقد نفتتح التأصيل للمبدأ الإســتراتيجي بنص من الإســتراتيجيات الست والثلاثين ابتداءًً، إذا كان معناه فيها أوضح وأبرز، ثم نعضده بما ذكره صن تزو وشراحه عن ذلك المبدأ. ولابد من التأكيد هنا على أن أهمية هذه المبادئ لا تقتصر على الشؤون العسكرية، بل هي مبادئ إســتراتيجية عامة، يمكن تطبيقها في الحرب، كما يمكن تطبيقها في الســلم، خصوص ًًا في عالم الأعمال، والسياسة، والإعلام، والثقافة، بل وسائر أنماط الحياة البشــرية المبنية على المدافعة والصراع. ولعل أحد مترجمي كتاب صن تزو ا ًا بدل )54( فن الإستراتيجية إلى الإنكليزية استصحب هذا المعنى، فآثر ترجمته بعنوان ومثله شارح الإستراتيجيات الست والثلاثين، الياباني فن الحرب. من عنوانه الأصلي: دليل النصوص الكلاسيكية الصينية " هيروشي موريا، الذي وضع له عنوانًًا فرعيًًّا هو: . )55( " الحرب والأعمال والحياة إلى النجاح في

Made with FlippingBook Online newsletter