27 |
ونظرًًا لكثافة الاقتباسات من نص تزو فيما يلي من هذه الدراسة، وأن أشهر طبعات كتابه -ومنها ترجمة غريفيث التي نرجع إليها هنا- مرقمة الفقرات، فسنكتفي بالإشارة عند نهاية كل اقتباس من كتاب صن تزو بإحالة مختصرة داخل متن الدراسة على رقم الفصل (فص) والفقرة (فق) من الكتاب، تجنبًًا لتشــتيت ذهن القارئ بكثرة الرجوع للهوامش. ومثل ذلك فعلناه في الاقتباس من نص الإســتراتيجيات الست والثلاثين، فقد اكتفينا بذكر رقم الإستراتيجية، إعفاء للقارئ من الرجوع المتكرر إلى الهوامش. فكل طبعات هذا النص مرقمة الفقرات، بما فيها ترجمة ستيفان فرس ْْتابن التي نقتبس منها هذه النصوص. وبعد هذا التطواف الطويل في الســياق التاريخي، نتجه الآن إلى استكشــاف لباب هذين النصين، وما اكتنزاه من بذور الفكر الإستراتيجي وجذوره في الحضارة الصينية العتيقة. . انْْتق حروبك بعناية 1 إن أول المبــادئ الإســتراتيجية التي يوصي بها صن تــزو هو أخذ قرار الحرب بما يستحقه من جد وروية وتأمل في العواقب، ففي أولى الجمل الافتتاحية لكتابه يقول إن الحرب قضية ذات أهمية حيوية للدولــة. فهي طريق إلى البقاء أو " صــن تــزو: ). ذلك أن 1 ، فق 1 (فص " الفناء، الازدهار أو الاندثار، ولذلك تتعين دراســتها بعمق دخول الحرب أمر سهل، لكن كسبها ليس كذلك، ولا شيء أكبر ضررًًا وأعظم خطرًًا على الدول والمجتمعات من استسهال أمر الحرب، والتهور في الاندفاع إليها، دون إدراك كاف لعواقبها المدمرة، وتفكير عميق في ثمارها المريرة. ولذلك يوصي صن )، وبناء على رؤية 17 ، فق 12 (فص " لا تتصرف إلا لتحقيق مصلحة الدولة " تزو بأن إذا لم تكن قادرًًا " موضوعية لحقيقة الخطر الداهم، مع التأكد من الظفر على العدو: .) 17 ، فق 12 (فص " على الظفر فلا تستخدم قواتك، وإذا لم تكن في خطر فلا تقاتل وتزداد قيمة هذا المبدأ في حالة الدول الصاعدة التي يتربص أعداؤها بها، ويسعون لتهشيمها في عنق الزجاجة، قبل أن تستكمل بناء قوتها، وتحقق كامل منْْعتها. وهذا ا، وغاب عن بعض الدول العربية. ففي أمر استوعبته الصين المعاصرة استيعابًًا كاملًا العلاقة المعقدة بين القوة الصاعدة والقوة الســائدة، يحتاج قادة القوة الصاعدة إلى
Made with FlippingBook Online newsletter