العدد24

29 |

توجد ثلاث طرائق يمكن للقائد أن يجلب بها الدمار لجيشــه، وهي: حين يجهل " أن على الجيش ألا يتقدم ثم يأمره بالتقدم، وحين يجهل أن على الجيش ألا ينسحب ثم يأمره بالانســحاب، وهذا يســمى إصابة الجيش بالعرج. وحين يشــارك في إدارة الشؤون العسكرية وهو جاهل بها، فهذا يوقع ضباط الجيش في الحيرة. وحين يجهل معضلات القيادة، ثم يشارك في تحمل هذه المسؤولية، فهذا أمر يثير الريبة في أذهان .) 22 - 19 ، فق 3 (فص " ضباط الجيش القادة العســكريين المتمرســين الذين لا يتدخل الملك " وقد ذهب صن تزو إلى أن إن بعض أوامر " )، بل ذهب إلى حد القول: 29 ، فق 3 (فص " في قراراتهم ينتصرون ا من القيادة السياسية فيما لا ) إذا كانت تدخلًا 8 ، فق 8 (فص " الملك يجب ألا تطاع ا : تحســنه من أمر الحرب. وعلق على ذلك أحد شــراح صن تزو، وهو شيا لين قائلًا إن إقدام الجيش وإحجامه [في ســاحة الحرب] يخضع لإرادة القائد العســكري، " طبقا للظروف الســائدة، وأسوأ الشرور في هذا السياق هي صدور الأوامر من بلاط .) 19 ، فق 3 (فص " رأس الدولة ويذك ِِّرنــا هــذا الأمــر بالجدل بين القادة السياســيين والعســكريين حــول قرارات )، المتضاربة بشــأن تقدم 1981 - 1918 الرئيــس المصــري، محمد أنور الســادات ( الجيــش المصــري من الضفة الشــرقية للقناة إلى المضايق في صحراء ســيناء أثناء ، وتــردده المهلك بين رفــض التقدم حيــن كانت الظروف 1973 حــرب رمضــان مواتيــة، والإصــرار على التقــدم بعد أن ضاعت فرصته، وقد تــم تبرير عدم التقدم فــي البدايــة بالحاجــة لإبقاء القــوات المصرية تحــت حماية حائــط الصواريخ، ــمن الطــيران المعادي، ثم ــجرى تبرير التــقدم في وقت لاحق، حينما حــشدت إسرائيل قواتها في سيناء، بالحاجة إلى تخفيف الضغط عن الجبهة السورية، ومع ذلك، لم يخدم في القوات " فقد فسر بعض نقاد السادات الأمر بجهله بشؤون الحرب، لأنه . )56( " المســلحة سوى ثلاث ســنوات، وهو برتبة الملازم والنقيب في الأربعينيات وهنا تظهر مساوئ الجهل بمعادلة الإحجام والإقدام الذي حذر منها صن تزو، كما تظهر مخاطر الجانب الذهني من الحرب الذي منحه رجحانًًا على غيره.

Made with FlippingBook Online newsletter