31 |
. لا تكن أحمق شجاع ًًا 3 فإذا كان استســهال أمر الحرب خطرًًا عظيمًًا، فيســتلزم ذلك التفكير في شــأنها بدم بــارد، بعيــدًًا عن التهور. فقرار الحرب ليس مما يصلح فيه الارتجال، ولا أن يتولاه الهــواة، أو يُُتخــذ على عجــل. بل يجب أن يصاغ بناء على تأمــل وتدبر ونظر في العواقــب، لأن كل تعجل فيه على غيــر هدى فهو مهلكة للدول والأمم والأوطان. ويكفي من مركزية هذه الفكرة لدى صن تزو أنه ضمنها الجملة الافتتاحية من كتابه إن الحرب قضية ذات أهمية حيوية للدولة؛ فهي طريق إلى " التي أوردناها من قبل: ). ولا يفتأ صن تزو يحذر من 1 ، فق 1 (فص " البقــاء أو الفنــاء، الازدهار أو الاندثار التهور في خوض الحرب، وهذا أمر يتفق معه فيه المنظ ِِّرون العسكريون المسلمون؛ اطلب الأناة ما استقامت لك، واقبل العافية ما وُُهبت لك. " ا - يقول: فالهرثمي -مثلًا ا. لا تسأمن مطاولة عدوك، فإن في ولا تعجل إلى اللقاء ما وجدت إلى الحيلة سبيلًا . )60( " الأناة انتظار إمكان فرصة، وظفرًًا من عدو بعورة كما يؤكد شــراح صن تزو الصينيون القدماء على هذا المعنى، فشــارحه تو مو يعلق " القائد الأحمق الشــجاع مصيبة " علــى تحذيرات صن تزو مــن التهور بالقول إن ). ثم يبين تو مو العواقب الوخيمة المترتبة على هذا النمط من القيادة 18 ، فق 8 (فص غير المتزنة، لأنها تتسم بالانفعال، ويتحكم فيها الارتجال، وتورد شعوبها المهالك، فما الفرق بين هذا التصرف وسوْْق الناس الأبرياء إلى الماء الذي يغلي أو " فيقول: ؟ (فص " إلى النار؟ ألا يشبه هذا بالضبط جلْْب البقر والغنم لإطعام الذئاب والنمور .) 14 ، فق 4 وتذكِِّرنا الحكمة الصينية في هذا المضمار بقول الخليفة عمر بن الخطاب لسليط بن لولا عجلة فيك لََوََلََّيْْتُُك، ولكن الحرب زبون لا يص ْْلح لها إلا " عمــرو الأنصــاري: وحرب زبون: تزبن الناس، " " رجل مكيث: أي رزيــن، " ، و )61( " الرجــل المكيث عليكم في " . كما تذكِِّرنا بقول المهلب بن أبي صفرة: )62( " أي تص ْْدمهــم وتدْْفعهم ، وبقول الشــاعر أبي الطيب )63( " الحرب بالأناة والمكيدة، فإنها أنفع من الشــجاعة المتنبي:
Made with FlippingBook Online newsletter