33 |
ويدخــل مبــدأ التقييم الصافي ضمن إلحاح صن تزو على ضرورة الجمع بين معرفة النفس ومعرفة العدو. لكنه يتجاوز هنا ذلك الإجمال إلى شيء من التفصيل، فيذهب إلــى وجــود نوعين من العوامل لــكل منهما أثره الخاص، وهــي العوامل التي في صالحك، وتلك التي ليست في صالحك، ويلح على وجوب أخذ كل من الصنفين يســتطيع جعْْل خططه قابلة للتنفيذ إذا أخذ العوامل " في الاعتبار، فيقول: إن القائد التــي في صالحه بالاعتبار. ويســتطيع تجــاوز العوائق إذا أخذ العوامل التي في غير ). ولعل أكثر ما شاب الحروب العربية المعاصرة هو 13 ، فق 8 (فص " صالحه بالاعتبار عدم الدقة في التقييم الصافي عند بدء تلك الحروب؛ حيث ترجع أســباب الخسارة إلى ترجيح الرغائب على الوقائع في قرار الحرب وفي إدارتها، وعدم صياغة الخطط على أساس من المعطيات الصلبة والتقييم الصافي. . اكسب دون أن تغلب 5 شـًا إلى ســفك الدماء وهدم الممتلكات، ولا كانت هزيمة � لم يكن صن تزو متعط الخصم غاية في ذاتها بالنسبة له، بل كان يميل إلى أن كسب العدو أفضل من كس ْْره. وهــو يــرى أنك يمكن أن تكســب دون أن تغلب، فليســت الغاية إذلال العدو، بل س ـْب المنهزم إلى صف المنتصر يزيد من قوة المنتصر، � تحقيق الأهداف. كما أن ك ويمحــو مــا تزرعه الحرب في النفوس من الأحقاد المترســبة، وبذلك يكون النصر مثمرًًا، وذا أثر باق، لا مجرد جولة ظرفية من حرب أبدية. وربما يفســر هذا النمط مــن التعامل الحكيم مع المنهزمين عمق الأثر الإيجابي الباقي للفتوحات الإسلامية الأولى، بخلاف الغزوات المغولية العاصفة التي اجتاحت العالم، لكنها لم تترك أثرًًا باقيًًا يُُذكر. يجب أن تكون غايتك هي السيطرة على كل ما تحت السماء كما " يقول صن تزو: هو، وبذلك تتجنب استنزاف قواتك، وتكون مكاسبك كاملة. هذا هو فن الإستراتيجية ). وهو ينصح باســتخدام الوســائل السياسية والدبلوماسية 11 ، فق 3 (فص " الهجومية والنفسية، لإخضاع العدو وكسب الخصم، دون حاجة إلى مواجهة دموية معه، ما كان فإن المتمرسين بالحرب يُُخضعون عدوهم دون قتال، ويستولون على " ذلك ممكنًًا: ، 3 (فص " مدنه دون هجوم عليها، ويُُســقطون دولته دون عمليات اســتنزاف متطاولة ). فإذا تعينت الحرب فلتكن سريعة خاطفة، خفيفة الثمن، قصيرة الزمن. 10 فق
Made with FlippingBook Online newsletter