| 44
وقد وردت فكرة الخداع الحربي في عدد من الإستراتيجيات الست والثلاثين، ومنها ، وهي مستمدة من نص " املأ الشرق صخبًًا، وهاجم في الغرب " القاعدة السادسة: صن تزو كما هو واضح، وفحواها زرع توقعات زائفة في ذهن العدو، وتحييد جزء من قوته باســتثارته في مواطن يتوقع منك ضربها، وبذلك تتمكن من مهاجمته من أخ ْْف " مـــأمنه. وأكثر تلك القواعد فجاجة في هذا المضمار هي القاعدة العاشرة: التي تنصح بالتظاهر للعدو بالمودة، وعدم إظهار أي شيء " خنجرك خلف ابتسامتك أمامه غير النيات الحسان إلى حين الاقتدار على منازلته بجدارة، ثم مباغتته في الخفاء بضربة لا تقوم له بعدها قائمة. بل إن القاعدة الأولى من الإستراتيجيات الست والثلاثين تتضمن حثًًّا على الخداع، . والمقصود بذلك أن " خادع الســماء من أجل عبور البحــر " لكــن بطريقة مركبة: المخادعة بوســائل التســتر والكتمان المعتادة لا تفيد، بل تزيد الشك، وتزرع الريبة، وأن المخادعة الفعالة للعدو تكون بإخفاء النيات المستترة في بحر من العمل العلني الصاخب. فإذا أردت النجاح في خديعة العدو، فاجعله يتخلى عن حذره، باستثارته استثارة علنية متكررة تفقده الإحساس. وحينما يتخدر إحساسه، ويتخلى عن يقظته، فتلك هي اللحظة المناسبة للهجوم. ولعل أبلغ تجسيد لهذه الإستراتيجية هو ما فعلته مصر بإسرائيل تمهيدًًا لحرب رمضان لعبور قناة السويس، وتحرير ضفتها الشرقية من " خطة بدر " . فقد انبنت 1973 عام الاحتلال الإسرائيلي، على خطة خداع إستراتيجي أساسها تكرار المناورات العسكرية على الضفة الغربية لقناة السويس تحت سمع وبصر الإسرائيليين، وفيْْض التصريحات والتهديدات من الجانب المصري عن قرب الحسم؛ مما خدر حاسة الإسرائيليين، فلم يعــودوا يأخذون المناورات والتصريحات المصرية على محمل الجد، حتى فاجأهم . ومثل ذلك فعلته حركة )82( الجيــش المصري بهجومه الســاحق في وضح النهــار ، فقد اســتنزفت " طوفان الأقصى " المقاومة الإسلامية (حماس) في الإعداد لعملية الإســرائيليين بكثرة المناورات، حتى خدرت حاستهم الأمنية، ثم صبحتهم بهجومها . 2023 أكتوبر/تشرين الأول 7 الصاعق على حين غرة فجر يوم
Made with FlippingBook Online newsletter