العدد24

| 46

مـ ًا، ويصبح تخطيطك لمواجهته أمرًًا ميســورًًا. وغالبًًا ما تنجح هذه المكيدة مع � تما القادة الأغرار والمغرورين، فتنكشف خططهم ومواطن ضعفهم. أما القادة المتمرسون فلا تنطلي عليهم عادة، بحكم حصانة الخبرة، وتراكم التجربة. وقد برع ماو تسي تونغ في اســتعمال هذه المكيدة في حرب التحرير الصينية ضد الاســتعمار الياباني، وكان . )83( " الإغراء العميق " يدعوها إستراتيجية . اس ْْحب العدو لساحتك 15 إن المتمرســين بالحرب يجلبون عدوهم إلى ســاحة المعركة، ولا " يقول صن تزو: يتحكمون في حركة العدو من خلال افتعال " )، وهــم 2 ، فق 6 (فص " يجلبهــم إليها ). فهو ينصحك بالإمســاك بزمام 20 ، فق 5 (فص " ظــروف يضطرونــه للخضوع لها المبادرة، وســحب الخصم إلى الســاحة التي تُُحسن منازلته فيها، وفرض المواجهة عليه ضمن الشــروط التي تضمن لك الظفر، بعد أن تبعده عن منابع قوته ومصادر إمــداده، وعن الظروف والســياقات المعينة له عليــك. ولذلك رتََّب صن تزو أنماط المواجهــات مع العدو مــن حيث المواتاة، فجعل أســوأها مهاجمة المدن والقلاع إن أســوأ السياســات هي مهاجمة المدن. لا تهاجم المدن إلا إذا " ا : الحصينة، قائلًا الجنود إذا هاجموا المدن " )، وحذََّر من أن 7 ، فق 3 (فص " لم يكن لديك خيار آخر .) 3 ، فق 2 (فص " فستُُستنزف طاقتهم من يســتطيع ســحب العدو إلى ســاحته يفعل ذلك بمنح " لكن صن تزو نبََّه إلى أن ). فلن يتحقق لك سحب العدو إلى ساحتك إلا بإغرائه 3 ، فق 6 (فص " عدوه مكسبًًا بمكســب لا يســتطيع مقاومته، أو الســكوت له عن أمر يرضي غروره، لكي يطمئن لوضعه وهو ســادر في غفلته، وســائر في طريق الخسارة الإســتراتيجية. وقد تردد هذا المعنى في أكثر من موضع من نص الإســتراتيجيات الســت والثلاثين، فالقاعدة ، وهي حكمة مســتمدة من " حاصر (وي ْْ) من أجل إنقاذ (زاوْْ) " الثانيــة منها تقول: صراع الدويلات الصينية القديمة. وحاصلها أنه إذا تعذرت المصادمة المباشــرة مع عدو متحصن في حصن منيع، فهاجم شــيئًًا عزيزًًا عليه خارج ذلك الســياق، لسحبه إلى الأرضية التي تُُحســن مواجهته عليها. وحينما يستنفر العدو تحت وطأة إغرائك له، ويسير إلى أرضية المواجهة المواتية لك، فبادر إلى اغتنام الفرصة، وهاجمه في السياق المواتي لك.

Made with FlippingBook Online newsletter