51 |
الكريمة التي تُُســتعمل في الزينة. ومقتضى هاتين القاعدتين هو أن الحرص الشــديد على الاســتحواذ على كل شــيء كثيرًًا ما يقود إلى خســارة كل شيء، وأن التضحية المؤلمة ببعض المكاسب هي الطريق الوحيد أحيانًًا للفوز في النهاية. فلا تتردد في التضحية بالخســائر الصغيرة مقابل المكاسب الكبيرة. فهذا النوع من التضحية يمنح العدو إحساس ًًا زائفًًا بالنصر، فيوقعه في الغفلة عما هو آت، ويجعله لقمة سائغة لك. ومن أعظم الأمثلة على قبول الخســائر المحســوبة قبول الحلفاء بخســائر جدية في الحــرب العالمية الثانية بســبب هجمات ألمانية عديدة، ســكتوا عليها رغم علمهم السابق بها، وقدرتهم على وأدها، تجنبًًا لانكشاف أعظم مكسب استخباري لهم، وهو . ولم يكن في وســع الحلفاء " أنيغ ْْما " تمكنهم من اختراق نظام الشــيفرة الألمانية التفريط في هذا الاختراق الذي لا يقدر بثمن، مهما تكن التضحيات، لأنه هو الذي سيمكنهم في النهاية من النجاح في القضاء على ألمانيا النازية في معركة النورماندي أعظم سر في " . وكان اختراق أنيغما 1944 الشــهيرة على الســواحل الفرنســية عام . ولذلك تقبل الحلفاء خسائر عديدة )92( " الحرب العالمية الثانية بعد القنبلة النووية على أيدي الألمان، تجنبًًا لهدْْر هذا الكنز الإستراتيجي. . قاتل بسيف مستعار 19 إن الاستظهار بقوة الغير أمر ضروري في غالب الأحيان، تعضيدًًا لقوتك، واقتصادًًا في تبديدها. وهذه هي غاية الأحلاف السياســية والعســكرية عمومًًا، فهي نوع من التلاقــي في المناطق الرمادية مع قوى أخرى، لتحقيق غايات مشــتركة للمتحالفين. وقد حرص صن تزو على هذا المبدأ حتى في تعامله مع أسرى العدو. فهو يوصي بمعاملة الأسرى معاملة كريمة من أجل كسب قلوبهم وضمهم إلى صفك. يقول صن تعامل مع الأسرى بلطف وعاملهم بإحسان، فهذا يسمى الانتصار في المعركة " تزو: ). ويعلق على ذلك شارحه شانْْغ يو 20 - 19 ، فق 2 (فص " وزيادة القوة في الوقت ذاته يجب الاعتناء بجميع الجنود [من أســرى العدو] بكل كرم وتعاطف، لكي " ا : قائل ًا .) 19 ، فق 2 (فص " نستطيع استخدامهم وربما يرجع الحض على حسن معاملة الأسرى في هذه النصوص الصينية الكلاسيكية إلى ما أشرنا إليه من قبل من كون المتحاربين كانوا أبناء الحضارة الصينية الواحدة،
Made with FlippingBook Online newsletter