53 |
-خصوص ًًا في العراق وأفغانســتان- فكرة القتال بســيف مســتعار، أي القتال بأيدي في الأعوام " الآخريــن ودمائهــم. وقد كتب بترايوس في تقديمــه لكتاب صن تزو: فنحن نقدم المشــورة لقوات الدول التي أصبحنا نقاتل من خلال الآخرين. الأخيرة . )94( " ا من الانخراط في القتال بأنفســنا تســتضيف قواتنا، ونمك ِِّنها من القتال، بدلًا وبذلك نفهم أن للحكمة الصينية الداعية إلى القتال بســيف مســتعار وجهها الآخر المهم، وهو التحذير من أن تكون ســيفًًا مستعارًًا بأيدي الآخرين يخوضون حروبهم بدمائك. وما أحوجنا اليوم في المنطقة العربية والعالم الإسلامي إلى هذا الوجه من الحكمة الصينية! . جف ِِّف منابع القوة 20 من الإســتراتيجيات الصينية العتيقة اســتهداف مصادر قوة الخصم بهدوء، وتجفيف منابعها دون إثارته، بدل استهدافه استهدافًًا مباشرًًا بطريقة تصادمية. فهذه الإستراتيجية تضمن لك نضوب قوة الخصم، وتلاشي طاقته تدريجيًًّا، فتصبح هزيمته على يديك أمرًًا محســومًًا. ويدخل ضمن هذه الإســتراتيجية كل ما يتعلق بالأحلاف السياســية والعســكرية وغيرها. وقد اهتم صن تزو بقضية الأحلاف، وألح على ضرورة عزل العدو عن مصادر قوته وروافد مدده، بتفكيك أحلافه العسكرية والسياسية، حتى إنه أهم شــيء في الحرب هو ضرب إســتراتيجية العدو، ثم يلي ذلك في الأهمية " ع ََدََّ .) 4 ، فق 3 (فص " تفكيك أحلافه وقد ورد هذا المعنى أيض ًًا في القاعدة التاســعة عشــرة من الإســتراتيجيات الســت . فاخــتلاس الحطب من تحت " اختلــس الحطب مــن تحت المرجل " والثلاثيــن: المرجــل يجعل النــار تذبل بهدوء. وخلاصة ما ترمي إليه هذه المقولة هي أن أمثل طريقة لمواجهة العدو أحيانًًا تكون باســتنزاف مصادر قوته بهدوء، حتى تذوي قوته وتتلاشى بالتدريج. وقد تكون مصادر قوة العدو هي وفرة المال، أو كثرة الرجال، أو سعة الأرض، أو قوة الأحلاف.. ويكون استهداف مصادر القوة بحسبها، فإذا كانت وفرة مال فب ََِّدِْدْها وخربها، وإذا كانت وفرة عدد فازْْرع الشقاق في صفه.. وقد وردت تطبيقات لهذا المبدأ الإســتراتيجي فــي العصر النبوي، خصوص ًًا خلال حصار غزوة الخندق؛ حيث ســعى النبي صلََّى الله عليه وســلََّم إلى تفكيك حلف الأحزاب، بإغراء قبيلة غطفان بصلح منفرد مع المســلمين، وأوصى الصحابي نعيم بن مسعود -الذي كان يكتم إسلامه يومذاك- أن يخذ ِِّل الأعداء عن المسلمين، بزرع
Made with FlippingBook Online newsletter