| 54
.وعََد عمر )95( الشــقاق في صفوفهم. وقد نجح نعيم نجاح ًًا باهرًًا في الإيقاع بينهم بــن إبراهيم الأنصاري مكيدة نعيم من أبلــغ الأمثلة على المكائد الحربية، واعتبرها . )96( " من أحسن ذلك موقعًًا، وألطفه مأخذًًا " أغلِِق الباب تُُمســك " وليــس بعيــدًًا عن ذلك مدلــول القاعدة الثانية والعشــرين: ، بمعنى أنك إذا أردت الإمساك بعدوك فإن أسهل الطرق إلى ذلك، وأخفها " بالسارق كلفــة عليك، هي قطع المدد عنه، وتفكيك تحالفاته، وعزله عن بيئته الإســتراتيجية المواتيــة. فهذه كلهــا من المصادر الذي تغذ ِِّي قوته، كما يغذي الحطب لهيب النار تحــت المرجل. وبقطع هذه الأمداد، وعزل الخصــم عن مصادر قوته يتحول لقمة سائغة، وثمرة يانعة، بين يديك. وقــد يكون منبع قوة الخصم ومصدرها الأساســي هــو قوته المعنوية، ونوعية قادته وكفاءتهم، وهنا يكون الســعي إلى نشــر الرداءة في صفوف الخصم، وتغيير القيادة الملتزمة في صفه هو السبيل إلى إهلاكه. وقد درجت القوى الاستعمارية المعاصرة على نشر الفساد، والاستثمار في القيادات الرديئة، وفرْْضها على الشعوب التي تريد ضع جذوعًًا خاوية " التحكم فيها. وفي هذا السياق ترد القاعدة الخامسة والعشرون: ، ومعناها أن عليك أن تستهدف العدو في ركائز قوته البنيوية، " محل عوارض السقف وأن تخترق صفوفه، بطريقة تهدم بنيانه، وتهد أركانه. ويكون ذلك بتهشيم بنْْية قوته من خلال إدخال عنصر غريب يقضي على انسجامها وتماسكها الداخلي، أو اختراق صفه القيادي، والعبث بقراره الإستراتيجي، وبنوعية أدائه من خلال ذلك. . راقب الحريق من وراء النهر 21 ورد هــذا المعنى في القاعدة التاســعة من الإســتراتيجيات الســت والثلاثين بلفظ ، وقد اختزلناها في العنوان " راقب الحريق من ضفة النهــر الأخرى " مشــابه، وهو: هنا. ومقصود هذه القاعدة أن المتحاربين إذا كانوا كلهم أعداء لك، أو لم تكن لك مصلحة في الانحياز لأحدهم، فابتعد عن صراعهم، وضع بينك وبينه حاجزًًا منيعًًا، كحاجــز نهــر بينك وبين حريق، ثم اكتنز قوتك، وانتظر حتى يســتنزف الصراع كل الأطراف فتخور قواهم، وبذلك تنفتح أمامك أبواب الســيطرة على الوضع بأرخص ثمن وأخصر طريق. وحتى لو كان أحد المتحاربين صديقًًا لك أو حليفًًا، لكن ظروف الصراع لا تسمح لك بترجيح كفته بشكل يرضيك، أو كان التدخل لصالحه يكلفك
Made with FlippingBook Online newsletter