العدد24

59 |

الجريحة بل الأفضل أن تتنازل له عن جزء من مساحتك، وتعيره جزءًًا من حجتك، وتتظاهر له بأنكما تفكران بنفس الطريقة.. لكي تعينه على الرجوع للحق دون مكابرة. فمبــدأ القتال قتال اليائــس سلاح ذو حدين، فهو وضع خطير إن دفعت العدو إليه، لأنه سيستبســل في قتالك، لكنه إستراتيجية فعالة إذا استخدمته لنفسك، تحصينًًا لها من الهزيمة أو الاستسلام. وهو ليس مطلوبًًا ولا مرغوبًًا في كل الأحوال، وإنما هو استجابة استثنائية للحالات اليائسة، تفجر أعظم الطاقات الكامنة في صفك، وتعينك ، حسب التعبير العسكري " انتزاع النصر من بين فكي الهزيمة " على تغيير المعادلة، و الشائع. . خط ِِّط للانسحاب الآمن 24 رغم كل هذه الحكم الإســتراتيجية التي ورََّثتنــا إياها الحضارة الصينية العتيقة، فإن الرياح قد لا تجري بما تشتهي السفن، وقد يتبين من مسار الصراع أن المعركة خاسرة بشــكل لا لبس فيه، فيتعين التفكير بواقعية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والمراهنة على فرص الزمن الآتي. وهنا يتسم الفكر الإستراتيجي الصيني بالواقعية. فصن تزو يقرر " إذا كانــت قواتك قليلة العدد، فتأكد من قدرتك على الانســحاب " ببــرودة تامة: ). ونجد صدى هذه الواقعية في القاعدة الأخيرة من الإســتراتيجيات 16 ، فق 3 (فص . "ْْ إذا فشلت كل المحاولات فانسحب " الست والثلاثين: إذا أصبحت قواتك هي الخاســرة، فإن " ويعلق فرســتابن على هذه القاعدة بقوله: المتبقي لديك ثلاثة خيارات: الاســتسلام، أو التنازل، أو الانسحاب. أما الاستسلام فهو هزيمة كاملة، وأما التنازل فهو نصف هزيمة، لكن الانسحاب ليس هزيمة. وما في فن الحرب " ). ثم يضيف: 110 ( " دمت قد تجنبت الهزيمة فلا تزال أمامك فرصة ). على 111 ( " موهبة حيوية لا يملكها أكثر الناس، وهي معرفة الوقت المناسب للفرار أن التراجع على أعتاب الهزيمة ليس هو التحدي الحقيقي، رغم أن بعض الناس قد لا يستسيغه، وإنما التحدي الأعظم هو الطريقة التي يتم بها هذا التراجع. وهنا تزودنا القاعدة الحادية والعشــرون من الإستراتيجيات الســت والثلاثين بالمطلوب؛ حيث . والزيز الذهبي نوع من الحشرات التي " غيِِّر جلدك كما يفعل الزيز الذهبي " تقول: تغير جلدها وتنسلخ منه في بعض فصول السنة، وهي ترمز إلى الخلود والاستمرار في الثقافة الصينية، لما تتسم به حياتها من كمون وانبعاث وتجدد.

Made with FlippingBook Online newsletter