العدد24

| 78

شــأنها، وصياغة احتمالات بصددها مثل: لمن الحق في إزالة الحاكم غير الخاضع لحكم الشريعة؟ فالخوض في ذلك، بعيد عن منهج السلف الصالح الذين لا يتحدثون في القضايا إلا عند وقوعها، وهذا هو أســلوب الدعوة الذي يجب أن يتبع، وليس . لا يجعل كل ذلك من الســلفية )21( التنظيــر، وبناء الأحكام على تصورات خيالية المعاصــرة حركــة سياســية، ولا تنظيمًًا من أي نوع وإن شــك ََّلت ما يمكن وصفها ، ترفض الانخراط في أي نشــاط سياســي معارض ســلميًًّا كان أو عنيفًًا، " أخوية " بـ ، ورفض أي مسؤولية عما آلت إليه السلفية )22( وتقصر دورها على تقديم النصيحة . )23( من تقارب مع الحركات السياسية الإسلامية، أو مع الحركات السلفية الجهادية مــن الواضح إذن، أن الســلفية المعاصرة تكتفي بترديــد الأيديولوجيا التقليدية التي روجها العلماء القدامى، عندما قالوا بوجوب الطاعة الكاملة، وعدم شــرعية الإعلان ، ليبقى )24( عن الجهاد وعدم طاعة الســلطان، وجر الأمة إلى الفتنة، وخدمة العدو مجال التحرك السياســي الوحيد المتاح هو النصيحة، من خلال المشــورة، ومراعاة . )25( الضوابط الشرعية، بعيدًًا عن لغة الإلزام، والتشهير لا تســتند الســلفية، بكل تلاوينها، في معارضتها للنشاط السياسي على تحريم ديني ؛ وبذلك )26( واضح وإنما على قراءة واقعية بعدم جدوى التجربة الحزبية وأولويتها ؛ فقد حرمت أي نوع من أنواع الخروج " باراديغم الطاعة " تكون في انسجام تام مع على الحاكم، أو محاولة الخروج عليه. لذلك يعود الخطاب السلفي في معرض حديثه عن الإصلاح إلى منبعه الديني، وذلك الاشــتغال الآن بالعمل السياســي مع أننــا لا ننكره، إلا أننا " مــن خلال القول: إن نؤمن بالتسلسل الشرعي المنطقي في آن واحد: نبدأ بالعقيدة ثم بالعبادة ثم بالسلوك ، أما )27( " تصحيحًًا وتربية، ثم لابد أن يأتي يوم ندخل السياسة بمفهومها الشرعي ، فلن تكون له سوى نتائج )28( " التربية " و " التصفية " التحرك السياسي قبل تحقيق سيئة. ويدل هذا التصور على مدى احتفاظ الخطاب الســلفي، بالنظرة الضيقة لمســؤولية العلمــاء فــي صورتها العامة، كما تطورت في تقاليد العالم الإسلامي، فالمســؤولية سـًا في اكتســاب المعرفة الدينية، واستغلالها � الأولى لرجل العلم كانت محددة أسا ؛ فلا يوجد حس )29( وفق الطرق الموضوعة لها، وليس السعي إلى تغيير المجتمع

Made with FlippingBook Online newsletter