79 |
أو إدراك واضح لأهداف جماعية؛ يجب إنجازها في مستوى أقل من الأمة الإسلامية برمتها، أما مسؤولية العلماء فتبقى محدودة في الإصلاح الديني. ثالثًًا: من السياسة ترك السياسة أي " يهاجم السلفيون زعماء الحركات الإسلامية المشتغلة بالنشاط السياسي بالقول: س ـ َُّنَة رسول الله؟! وأي إصلاح � إصلاح ســيكون من هؤلاء إذا لم يكونوا على علم ب فــي الأمة إذا لم يكن فــي إصلاح عقيدتها، وتطهيرها من الخرافات والبدع وتأويل ، ناصحين منظ ِِّري العمل )30( " المتأوليــن وتحريف الجاهلين وانتحال المبطليــن؟ الإسلامي أن يكونوا علماء بالكتاب والســنة، وأن لا يتركوا تقدير الأمور لتجاربهم . وعمومًًا، يوصي الســلفيون أتباعهم بالإخلاص للعقيدة )31( وعقولهــم وإلهاماتهم الســلفية في بابها السياســي، حتى ولو لم يفهموا بعض المواقف التي تبدو غامضة، ويرون أن عدم الالتزام بذلك يعد خيانة لمجمل العقيدة السلفية. تكتســب الأفكار الســلفية صلاحيتها من كونها مفصلة على مقــاس الواقع، لا من كونها مؤسســة معرفي ًًّا، بشــكل يجعلها صالحة للواقع، ولا تبتعد عن خصوصياتها التي تتجســد في الجانب الأخلاقي والمسائل الســلوكية المتعلقة بالملبس والمأكل والمشرب وسياسات العلاقات الإنسانية. أما الذين لا يقبلون بنظرية الخضوع السياسي التام الذي تقول به السلفية، فينضمون إلى السلفية الجهادية، مع العلم أنه بين اتجاهي الدعوة والجهاد داخل السلفية يجب عــدم البحث عــن فرق لاهوتي بين المجموعتين، ما دام الفرق يتجلى بالأحرى في فعلى مستوى الخطاب، وإذا استثنينا قضيتي نصرة )32( الموقف المؤسساتي للناشطين ، فإن كلا الاتجاهين يتشابهان في )34( والموقف من أهل الذمة )33( الجهاد العالمي أولوية الإصلاح العقدي، وفيما طوراه من مبحث نقدي ضد القيم السياسة الحديثة . )35( مثل الديمقراطية والعلمانية وبشكل عام، تنتهي السلفية إلى ازدراء الشأن السياسي الذي يبقى الاهتمام به عارض ًًا، سـ ًا مع مهمة الهداية الأخلاقية والدينية، أي بناء مجتمع مثالي، ركيزته � واســتثناء قيا الوحيدة الالتزام الشــخصي بالتعاليم الدينية. فبعكس الإسلاميين الذين يســعون إلى تحقيق الإسلام بشــكل جماعي، تراهن الســلفية على الفــرد الذي يجب أن تكون
Made with FlippingBook Online newsletter