العدد24

| 80

مســاعي ممارســاته الوصول إلى مرحلة الخلاص، والمتمثل في إرضاء الله، دون المراهنة على النجاح الدنيوي. وبهذا فقد أســهمت الســلفية من دون قصد في الحشــد لفائدة السلطة، واستنفرت مناصريها وجعلتهم فائقي النشــاط في تنظيمات بعيدة كل البعد عن العمل السياسي المباشر، وعليه فالمحافظة جاءت أقل تكلفة بالنسبة للسلطة من حركات دينية أخرى . )36( نشطة على المستوى السياسي إن التفسير السلفي للدين والتدين تنعدم فيه الروحانية، وتهمش فيه الأخلاق، وتصبح المســؤولية الفردية عــن الفعل، والعقيدة أمورًًا لا معنى لهــا إطلاقًًا، ويصبح الأمر . )37( الأساسي هو إظهار الدين شكليًًّا، والتظاهر بالورع والتقوى إن التفكير في السياسة والاشتغال بها هو أمر لا محيد عنه في نهاية المطاف بوصفه مرحلة مســتقبلية، فهي نداء من أجل اســتعادة الســلطة على تقاليد مقدسة ومتخيلة يفترض العمل على إعادتها من أجل مجتمع يتصور أنه تخلى عن أصوله الثقافية. رابعًًا: الامتثالية في المواقف السياسية وفي سبل تحقيق مبدأ الامتثالية، يبدأ محمد المغراوي، زعيم تنظيم الدعوة إلى القرآن والسنة، بتبرئة الدولة من مسؤولية تفشي البدع، فقد قال، عند افتتاح إحدى دور القرآن أيها الإخوة، المغرب بلــد إسلامي، والحمد لله من أقدم البلاد " التابعــة لجمعيته: الإسلامية التي دخلها الإسلام في وقت مبكر. والإسلام في هذا البلد ليس بالقريب؛ ا طيبًًا، فالإسلام دخل إليه في عهد التابعين، واستقبله المغرب، ولله الحمد، استقبالًا وتعاقبــت علــى هذا البلد دول إسلامية، وما من دولة من هذه الدول التي مرت إلا . إن تفشــي البدع، مصدره الأساس )38( " كان لها دور كبير في إحياء القرآن والســنة الفعاليات النشــطة في الحقل الديني، والتي لم تتحمل مسؤوليتها في محاربة البدع، بل إن بعضها يتحمل مسؤولية وجود تلك البدع الدينية، وخصوص ًًا منها ذات الصيغ الشعبية والصوفية معًًا. لم تقتصر امتثالية الشــيخ المغراوي على الاســتجابة لتوجهات الســلطة، بل ســعى جاهدًًا إلى رفض كل أشكال الحراك الاجتماعي، المناوئ للسلطة، مثل الإضرابات والمظاهــرات، وكل مــا من شــأنه أن يخلق بلبلة في الوطــن والمجتمع، ما دامت

Made with FlippingBook Online newsletter