| 84
وقد جرت عليه ذرائعيتها ازدراء كبيرًًا من علماء السلطة، والذين نعتوها بالحساسية سماسرة الدرهم " " المرجئة " على ثوابت الأمة، كما تم نعت زعمائها بـ " المشوشة " . )49( من طرف متحمسين سلفيين مناوئين " والريال سابعًًا: المحافظة ثقافة مناسبة للسلطة رأت الســلطة في الســلفية المهادنة حليفًًا ممتازًًا، باعتبارها متدنية الكلفة، فهو وكيل مهم تضرب به من يعاديها من النشــطاء الإسلاميين، وهو أيض ًًا بنية ذات مســاهمة فــي المحافظة على الســلم الاجتماعي، من خلال امتصاصهــا لبعض مظاهر الفقر والتهميش، وعمومًًا فقد أضحى وسيط ًًا مباشرًًا بين السلطات العمومية، والمجموعات . )50( الاجتماعية المهمشة فعلى العكس من المناضلين الإسلاميين المعارضين والثوريين، اســتفاد الســلفيون مــن حلــم الدول التي تــرى فيهم قوى محافظة تكفل الســلم الاجتماعي، وتضمنه علــى المدى القصيــر، فهم إذن يــؤدون خدمات، ويتحملون نفقــات الأطفال في المــدارس القرآنية، ويجمعون العاطلين في المســاجد للصلاة، ويعملون على إعادة تنظيم وجودهم، ويقومون بنشاطات خيرية لا تتعارض مع القيم الإسلامية المطلوبة يـ ًا، وتلــك الأعمال، كما لا يخفى، تدفعهم إلى عدم تقبل تلك الســلوكيات � مجتمع . )51( الاحتجاجية، والابتعاد عن كل ما من شأنه خدمة أجندات السلفية الجهادية كان هذا التحالف السياســي غير متكافئ بين الجانبين بحكم أن الســلفية خضعت لإستراتيجية السلطة، فكانت مدعوة إلى مواءمة أهدافها وتحركاتها مع سياسة السلطة المعلنة والخفية، ومنها الابتعاد عن السياســة الرســمية، فلم يبق لها سوى العمل في تخوم المجتمع. هكذا وجدت السلطة في الحركات السلفية فضاءات دينية تستوعب احتياطيًًّا كبيرًًا من الحماسة والتفاني التام الذي تقوم بإفراغه عن طريق الإغراق في . )52( مظاهر التقوى والعبادة، وفي اتجاه مسالم للسلطة كما وجد السياسيون في التزمت الشعائري والوجودي الذي يتلخص في تطبيق تعاليم الديــن بحرفيتهــا، وتكريس الذات للعبادة احتياطيًًّا كبيرًًا مــن الطاقات القادرة على العدل " التفاني التام لمواجهة القوى الإسلامية المعارضة، وعلى الخصوص جماعة وكأنها تريد أن تقول أن لا أحد يحتكر المحافظة أفضل منها، فهي تملك " والإحسان
Made with FlippingBook Online newsletter