العدد24

85 |

القدرة على التعبير عن آراء الأغلبية من الناس غير النشــطين سياســيًًّا وتتحرك في مجال منفصل عن ذلك الذي يتحرك فيه الإسلاميون عمومًًا. لهذا ضمنت الحركات السلفية وجودها نشيطة. ثامنًًا: السلطة تقو ِِّم حليفها لم تعد العلاقة بين الحركات السلفية والسلطة على ما يرام، بعدما تبين أن للمذهبية الإرهابية بالدار البيضاء، 2003 مايو/أيار 16 السلفية دورًًا في إلهام القائمين بأحداث فقد تحولت كما يبدو بعض مظاهر التقوى السلفية إلى عنف سياسي، وكان لهذا أثره على توجس الســلطة التي بادرت بدورها إلى معاقبة الذين بدا عليهم هذا التحول، بقسوة وعنف. ورغم المجهود الذي بذلته في إنتاج مواقف تترجم الامتثالية، إلا أن السلطة عمدت إلى تقليم أظافر حليفها بكل ما أوتيت من قوة، فلجأت في البداية إلى منع الطلبة من المبيت بدور القرآن التابعة للجمعيات السلفية، مما اضطر عددًًا من دور القرآن إلى إيقاف أنشــطتها. أما رد فعل المغراوي، فقد كان استباق إجراءات السلطة والمبادرة بالتوقيف الطوعي لبعض دور القرآن التابعة لتنظيمه، في إجراء وقائي، أراد من خلاله . وبادر )53( طمأنة السلطة، وإفهامها أنه يتفهم الضغط الذي تعرضت له بعد الأحداث إلــى اتخــاذ بإجراءات رمزية منها إلزام تابعيه باللباس المغربي التقليدي بدل اللباس الأفغاني. وخلال هذه المدة، راجت لدى السلطة عدة تصورات عن مستقبل السلفية مما يدل علــى اضطــراب موقفها من حليفها، ومن هذه التصــورات أن تقوم وزارة الأوقاف بإخضاع مقرات السلفية للمراقبة، ومنها أيض ًًا أن تعين سلطة الأوقاف مدرسين بدور القــرآن وأن تعين المقرر التعليمي، لكــن لم يعمل بتلك التصورات. لذا ظلت دُُور مايو/ 16 القرآن تعمل بشكل طبيعي، حتى أُُغلقت بعد مرور سنة كاملة على أحداث ، ظهرت معالم السياسة الدينية الجديدة للدولة والتي وضعت 2004 ، ففي 2003 أيار السلفيين في صف الخوارج عن التوجه الديني للدولة. أُُصدر قرار التوقيف بشكل غير رسمي من طرف وزير الداخلية الذي وج ََّه تعليمات إلى والي مراكش بهذا الخصوص، لكن الســلطة لم تدفع بالوســائل القانونية لمنع

Made with FlippingBook Online newsletter