| 108
إصلاح الأجهزة الحكومية وهي أيض ًًا من أهداف العدالة الانتقالية، وبُُعد آخر يتعلق ا كبيرًًا لإعادة بالبعــد الثانــي من ناحية القضاء وأجهزة إنفاذ القانون التي تتطلب عملًا تأهيلهــا وتدريبها للتعامل مع الواقع الجديــد وقدرتها على تحقيق متطلبات العدالة الانتقالية في المحاســبة والانتصاف للضحايا على أسس من الشفافية والموضوعية. وبعد آخر يتعلق بجبر الضرر والتعويض عن الآلام؛ فإنه وبالنظر إلى العدد الهائل من الضحايا ربما يصبح معه جبر الضرر رمزيًًّا أكثر منه ماديًًّا صرفًًا أو التوجه نحو إعطاء ا ، لأنه ربما يكون الأخذ بمسار مزايا وظيفية كأولوية في التعيين للوظائف الشاغرة مثلًا مختلف قد يشك ِِّل عبئًًا كبيرًًا لا تستطيع تحمله عدة دول فكيف الحال بجهة واحدة مما يهدد بفشــل العملية إن اتخذ عنوانًًا وهدفًًا بذاته. وأخيرًًا، بُُعد سياســي مجتمعي بـ َرت عنه بعض المرجعيات لمكونات تضم أعدادًًا من القوات المســلحة � وأمنــي ع وقوى الأمن الســابقة بطلب العفو العام للجميع حتى تقبل الانخراط في المصالحة وقبول التغيير، وهو ما يصعِِّد التوتر ويزيد الانقســام في المجتمع وتحد غير مقبول للحقيقة وواجب تحقيق العدالة، مع ضرورة التأكيد على أن تطبيق العدالة حتى تحقق أهدافها المرجوة ســيكون بمواجهة من ارتكب الجرائم الجســيمة والانتهاكات بحق السوريين بغض النظر عن خلفيته أو معتقده أو انتمائه. . إستراتيجيات في العدالة الانتقالية 5 تشك ِِّل برامج العدالة الانتقالية في الانتصاف للضحايا والمحاسبة وإصلاح المؤسسات ونزع السلاح والتســريح وإعادة الإدماج والمصالحة المجتمعية، روابط إســتراتيجية متداخلة والتي ســيتم بناؤها تشــريعيًًّا وعمليًًّا في المرحلــة الانتقالية وهي ضرورية لتحقيق العدالة الانتقالية، نظرًًا لأن فشل هذه البرامج يصاحبها في كثير من الأحيان صراعات قد تؤدي إلى تجدد الاشــتباكات أو بسبب شعور المقاتلين السابقين وكل المتورطيــن الذيــن هم رمز من رموز النظــام البائد وما صاحبه من انتهاكات حقوق الإنسان بالإفلات من العقاب وقدرتهم على فرض واقع معاكس؛ ذلك أنه رغم التوتر القانوني المصاحب لا يمكن إعادة تأهيلهم إلا بالممارســات القضائية التي تســعى العدالة الانتقالية إلى تحقيقها ومعالجتها ضمن إستراتيجية وطنية بآلية عمل واضحة تقوم على أسس موضوعية عادلة بعيدًًا عن النزعة الانتقامية؛ إذ إن التفاعل بين هذه البرامج الإســتراتيجية المتعددة مع حقيقة وضع الضحايا في قلب العدالة الانتقالية
Made with FlippingBook Online newsletter