109 |
يرمز إلى المطالبة بالسلام والأمن واحترام حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي التي يجب أن تسود في عملية إعادة الإعمار وتحقيق العدالة بعد انتهاء الاستبداد وتوقف الصراع. ا للبرامج المذكورة يجب تنفيذ عمليات إصلاح الأنظمة المرتبطة بالسلاح اســتكمال ًا والأنظمة الأمنية لضمان السيطرة على القوات المسلحة وقوات أجهزة الأمن، لإعادة بناء قوات الجيش والأمن ومؤسســات إنفاذ القانون بشكل أفضل على عقيدة وطنية تحفظ الأمن وتصبو للعدالة في خدمة الوطن والمواطن وتمكينها في المستقبل من منــع وقــوع جرائم جديدة وألا تكون هي متورطة بأعمال تشــكل انتهاكات لحقوق الإنسان، وهذا يتطلب إرادة وطنية تستطيع ضمن الإطار القانوني تفعيل العمل لتحقيق العدالة على أسس سليمة وعدم الاكتفاء بالناحية النظرية وإنما التطبيق العملي النزيه للبرامج الإستراتيجية، فكما يقال: القاضي العادل خير من القانون العادل. المطلب السادس: العدالة والمصالحة المجتمعية . موقف الشرع الحنيف 1 ﴿إِِن الله يََأْْمُُرُُكُُم أََن تُُؤََدُُّوا ) من سورة النساء بقوله تعالى: 58 جاءت الآية الكريمة ( لـ َٰى أََهْْلِِهََا وََإِِذََا ح ََك ََمْْتُُم بََيْْن الناس أََن تََح ْْك ُُمُُوا بِِالْْعََدْْل إِِن الله نِِعِِم ََّا يََعِِظ ُُك ُُم �ِِ نـَات إ � َم ََا �َ ال ْأ ؛ فالحكم بالعدل والإنصاف حكم الله تعالى أنزله في بِِه إِِن الله كََان سََمِِيعًًا بََص ِِيرًًا﴾ كتابه وبيََّنه على لســان نبيه، والمتلقون هم الناس جميعًًا في خطاب عام بأن يشــمل الحكم بالعدل الكافة وجميع الناس على اختلاف الجنس أو العرق أو الدين من غير أن يحــول اختلافهم دون تطبيق العــدل عليهم والأخذ بمقتضياته دون تحيز، وقوله ﴿وََالسمََاء رََفََعََهََا وََوََض ََع الْْمِِيزََان ، وهو خطاب عام أيض ًًا: " الرحمن " تعالى في سورة ، في ا تُُخْْسِِــرُُوا الْْمِِيزََانََ﴾ ) وََأََقِِيمُُوا الْْوََزْْن بِِالْْقِِسْْــط وََلَا 8 ) َأَلا تََط ْْغ ََو ْْا فِِي الْْم ِِيز ََان ( 7 ( هذه الآيات الكريمة تلخيص جميل لغايات القانون ومقاصده، العدل وعدم الطغيان ا ولا ذمة وانتهك وأداء الحقوق. النظام البائد في سوريا لم يرع عهدًًا ولم يرقب إلًّا جميــع الحرمات ولم يحكم بالعــدل بين الناس فكانت عاقبته الزوال، وقد بيََّن الله ) من ســورة 179 تعالــى حكم القصاص على المعتدين كما ورد في الآية الكريمة ( البقرة بنص يتعلق بشكل أو بآخر بما نبحثه عن مقتضيات ومضامين العدالة بالقول:
Made with FlippingBook Online newsletter