العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

119 |

مقدمة ا عالميًًّا مؤثرًًا على مختلف المســتويات السياسية والاقتصادية تعد الصين اليوم فاعلًا والتكنولوجيــة وحتى الثقافية والحضارية، فهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتمتلك ثالث أكبر ترســانة عســكرية، وقوة تكنولوجية رائدة عالميًًّا، كما أن صيتها الثقافي والحضاري لا يستهان به عبر العالم، وهو ما ساعدها في تنمية وتعزيز قوتها الناعمة، ومزاحمــة القوى الكبرى التقليدية الغربية مثل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وقوى أخرى مثل روسيا واليابان. ، أعلنت الصين عن 2013 ومنذ مجيء الرئيس تتشــي جين بينغ إلى الســلطة، عام أهدافها العالمية الساعية إلى جعل بيجين قوة عظمى عالمية أولى خلال الفترة ما بين ، وأصبحــت لها رؤيتها ومنظورها الخاص لبناء عالم متعدد الأقطاب، 2049 و 2035 وإعادة بناء النظام العالمي على أسس جديد من الثقة والتعاون والمصالح المتبادلة، كمــا يرو ِِّج المســؤولون الصينيــون لذلك. وعلى الصعيد الاقتصــادي تبنََّت الصين سياســات ذات طابــع عالمي لا تعترف بالحدود والمجالات الإقليمية، بل تشــمل أنحاء مختلفة من العالم مثل مبادرة الحزام والطريق وغيرها من السياســات التنموية السلمية، ومن بينها القارة الإفريقية التي تعد واحدة من بين أهم المجالات الجغرافية والإستراتيجية والجيواقتصادية المستهدفة بالجهود والسياسات الصينية. أهمية وغايات الدراسة يمثل الوقوف على أسس ومنطلقات وأهداف ما بات يعرف بالمنظور العالمي الجديد للصين، انعكاسًًا لأهمية هذا البلد ودوره الجوهري المتصاعد في العلاقات الدولية، وكذلــك في الاقتصاد العالمي. صاغت الصين رؤى وتصورات توضح ما تبتغيه من مكانة ودور في العلاقات الدولية الآنية والمستقبلية، كما أنها حددت الإستراتيجيات والأدوات المختلفــة الكفيلة بتحقيقها لمنظورها العالمي المســتحدث لاســيما منذ وصول الرئيس تشي جين بينغ للسلطة، وذلك دون إغفال مدى أهمية تسليط الضوء على موقع القارة الإفريقية ضمن ذلك المنظور العالمي للصين المعاصرة، بما تضمه القارة من موارد ومقومات على مختلف الأصعدة. لذلك فإن مثل هذه الدراسة تعد

Made with FlippingBook Online newsletter