العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

| 122

ســيادتها، في مقابل احترام بقية الدول لمنظــور الصين الوحدوي القائم على حقها في الســيادة على تايوان والتبت وشــينجيانغ وهونغ كونغ، والعمل على تعزيز القوة الصلبة والناعمة للدولة لتحقيق تلك الأهداف، عن طريق تدعيم قوة البلاد العسكرية والاقتصادية، وخدمة المصالح السياسية والأيديولوجية للدولة، عن طريق دعم دول ، وبناء تعاون متعدد " جنوب-جنوب " العالم الثالث، وتعزيز هوية وسياســة التعاون الأطراف لتعزيز إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي نحو عالم متعدد الأقطاب يخدم مصالح الصين وغيرها من الدول، لضمان كسر أي عزلة دولية قد تُُفرض على الصين مــن طرف خصومهــا الغربيين والإقليميين، وكل ذلك مرتبط بشــكل وثيق بالتنمية الاقتصادية المستدامة؛ حيث تتبنى الحكومة الصينية سياسة أكثر توجهًًا نحو الاقتصاد، والتــي تعكس التداخل بين مختلف درجات المصالــح الصينية، فالتنمية الاقتصادية المســتدامة ترتبط بضمان بقاء أمن النظام، وهو ما يشــك ِِّل أهمية خاصة للصين التي يعتمد اقتصادها بشــكل مفرط على استيراد المواد الخام والموارد الطبيعية، وخاصة .) 2 الطاقوية منها القادمة من الشرق الأوسط وإفريقيا( إن تحقيــق تلك المصالح والأهداف، دفع باتجــاه إحداث ثورة في التفكير الصيني إســتراتيجيًًّا وسياســيًًّا واقتصاديًًّا، بالانتقال من المحلي والإقليمي إلى العالمية، لأن الوقــت -بحســب القيادة الصينية في عهد تشــي جين بينغ- قــد حان لتجاوز قيود الإقليمية نحو التفكير والعمل عالميًًّا (فََك ِِّر واعمل عالميًًّا)، بالتوازي مع تزايد قدرات الصين ومواردها المالية وكسبها لنفوذ متزايد في المؤسسات الدولية، وهو ما عكسته مجموعة من السياسات والمبادرات على مختلف الأصعدة في عهد الرئيس تشي جين " تشي " بينغ على وجه الخصوص الذي حققت فيه الصين طفرة كبرى؛ إذ يعد عهد نهاية عصر التردد واعتبار الصين لنفســها دولة نامية، وبداية مجاهرتها بنفســها قوة عالمية بشكل صريح، وتستحق مكانة أفضل في ظل نظام دولي أكثر توازنًًا وانفتاح ًًا. الأهداف القومية الأكثر طموح ًًا منذ تأسيســها، " تشــي جين بينغ " تبنََّت الصين بقيادة حققت تحولات كبيرة، ونهضت، وأصبحت " يعتقد أن الصين قد " تشــي " فالرئيس . بعبــارة أخرى لم يعــد النمو الاقتصادي هو الهدف الأساســي " أكثــر قــوة وثراء والوحيــد، بل ارتقت أهدافها لتصبح أكبر نحو تأكيد مكانتها كقوة عظمى، وتوظيف " تشــي " تلك التراكمات الاقتصادية لتعزيز نفوذها إقليميًًّا وعالميًًّا، وبلغت تصورات لواقع ومســتقبل الصين والقارة الآســيوية ككل قِِم ََّتََها، في بلورته لما يمكن تسميته

Made with FlippingBook Online newsletter