العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

| 124

وبالانفراد بالقرار الدولي، وبخدمة مصالح الغرب والولايات المتحدة الأميركية وزمرة قليلة من الحلفاء، على حساب مصالح الغالبية العظمى من الدول والقوى في العالم. ويســهم عاملان أساسيان في دفع القوى الصاعدة لتحدي الفاعل المهيمن ومحاولة زحزحته عن مكانته، وهما: المقدرات المكتسبة، وحالة عدم الرضا عن وضع القوة الفاعليــن الدوليين طبقًًا لمعياري " أورغانســكي " فــي العلاقات الدولية؛ إذ يصنِِّف المقدرات ودرجة الرضا عن الموقع في النسق الدولي السائد إلى أربع فئات، وهي: دول قوية وراضية، ودول قوية وغير راضية، ودول ضعيفة وراضية، ودول ضعيفة وغير أن الفئة الثانية التي تضم الدول القوية وغير الراضية " أورغانســكي " راضية، ويرى هي الأكثر تهديدًًا للقوة المهيمنة في النظام الدولي، وهي الأكثر حرص ًًا على تحويل ). وتصنََّف الصين اليوم ضمن الدول القوية 5 القوة لصالحها في التفاعلات الدولية( وغيــر الراضيــة عن الوضع الدولي وتوزيع القوة في النظام العالمي والدور المهيمن للولايات المتحدة الأميركية. وهي تعمل بجد وعلى مختلف المســتويات وفي إطار ثنائي ومتعدد الأطراف، على نشر وترسيخ منظورها للتغييرات الواجب إدخالها على ا وديمقراطية وتعددية، الســاحة الدولية، من أجل الوصول إلى نظام دولي أكثر عدلًا ويتجلى ذلك في حرصها على: * الطابع السلمي والتعاوني لسياساتها: فالصين تجادل بأن سياستها الخارجية كانت دومًًا ومنذ الحرب الباردة قائمة على طابع سلمي وتعاوني، تحكمها المبادئ الخمسة :) 6 الشهيرة للتعايش السلمي، والتي تتضمن( - الاحترام المتبادل لسيادة ووحدة أراضي كل دولة. - عدم الاعتداء. - عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. - المساواة والمنافع المتبادلة. - التعايش السلمي. * رفض الهيمنة الغربية بقيادة أميركية على النظام الدولي، والعمل على إعادة هيكلة ا ًا ذلك النظام عبر السعي إلى إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، تكون فيه الصين فاعل قائدًًا ومحوريًًّا، والترويج لهذا الطرح عبر مختلف المحافل الدولية والإقليمية.

Made with FlippingBook Online newsletter