127 |
المشــروع ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وإفريقيا، كما يمتد حتى نحو الأميركتين، ناهيك عن مشروع طريق الحرير القطبي، في القطب الشمالي. يقوم مشروع الحزام والطريق على شــبكة للتواصل الاقتصادي والتجاري وحتى الثقافي والحضاري بين س ـ ًا لفكرة التنمية السلمية التي � شــعوب عشــرات الدول في القارات الثلاث، وتكري . " العولمة بخصائص صينية " ا عن أنه تجسيد حي لفكرة تتبنََّاها الصين، فضلًا ، الذي ينبني على كون التنمية " نموذج السلام التنموي " وانتهجــت الصين أيض ًًا نهج شرطًًا مسبقًًا لتحقيق السلام والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهي تتطلب توفير بيئة آمنة وســلمية ومســتقرة مواتيــة للتنمية الاقتصادية، في ظــل نظام دولي متعدد الأقطاب، يضمن عدم التدخل في شــؤون الدول الداخلية (يدخل مشــروع الحزام والطريق في هذا الإطار بحسب الصينيين)، والاتجاه نحو شراكات محايدة لا تفرض إملاءات سياسية (عدم المشروطية)، والسعي لتعاملات وفق صيغة رابح-رابح، وكل ذلك لمخالفة النموذج الليبرالي الغربي التدخلي والقائم على المشــروطية السياســية .) 10 والاقتصادية، والإملاءات السياسية والتعامل الفوقي( وتعكس تلك المبادئ الخاصة بنموذج السلام التنموي الصيني، تطويرًًا لما تم وصفه بإجمــاع بيجين، والذي يضم قيمًًا ومبادئ تعاونية تخدم المصالح المتبادلة لأطراف التعاون، وتختلف بشــكل جذري عن قيم ومبادئ إجماع واشــنطن الشــهير، الذي يؤسس لقواعد ومنطلقات التعامل الرأسمالية والنيوليبرالية مثل المشروطية والتدخل في الشــؤون الخارجية والاســتعلائية وغيرها، والتي كان لها أثر ســلبي على الدول الفقيرة والنامية في تعاملها مع القوى الغربية ومؤسساتها المالية والاقتصادية الدولية التي أسستها خصيص ًًا لخدمة مصالحها. يعبِِّر الصينيون عن ســعيهم لتحقيق بيئة دولية آمنة ومستقرة عبر . البعد الإنســاني: 3 Community Of(" مجتمع مصير مشــترك للبشــرية " مفهوم مبتكر من طرفهم، وهو التعاون الإنمائي الدولي " ، وهــو حســب تقريــر )shared Destiny For Mankind ، الصادر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني " الصيني في العصر الجديد مشــروع ذو جوانــب ثقافية وحضارية واقتصادية تنمويــة، قائم على مفهوم التناغم " العالمي للأمة الصينية، وتطبيق سياسات عادلة، حتى يصبح العالم للجميع، فلا يمكن تحقيق اســتقرار وازدهار عالمي بدون تنمية الدول النامية، وتعزيز التعاون جنوب-
Made with FlippingBook Online newsletter