العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

131 |

رغم الفروقات . الحاجــة والمصالــح المتبادلة للتعــاون والتقارب بين الطرفيــن: 3 الاقتصادية الشاســعة بين بيجين والدول الإفريقيــة، إلا أن إفريقيا تمتلك الكثير من المزايا والموارد البشرية والطبيعية التي تفتقد لها الصين، وهي أحوج ما يكون إليها لمواصلة مســيرتها التنموية والارتقائية غير المســبوقة في التاريخ، ففي إفريقيا تتركز المعادن ومصادر الطاقة والموقع الإستراتيجي والسوق الاستهلاكية الواسعة والفرص الاستثمارية البكر، وكذلك شعوب وحكومات ساعية للتنمية والخروج من دائرة الفقر والحفاظ على ســيادتها واستقلال شــأنها الداخلي، والتخلص من مخلفات الهيمنة الاستعمارية الغربية. % من سكان العالم، وهي ثاني 20 فمن الجانب البشــري والاقتصادي، تمثل إفريقيا مليار 1 . 4 أكبر منطقة في العالم من حيث عدد السكان بعد قارة آسيا، بتعداد تجاوز مليون نســمة)، وتحولت 743 ، وهو ضعف عدد ســكان أوروبا ( 2023 نســمة عام % من احتياطيات 30 القارة كذلك إلى موطن للاقتصاد الأخضر العالمي، بحيازتها لـ المعادن في العالم، وكثير منها ضروري للتكنولوجيات المتجددة ومنخفضة الكربون، قـًا للبنك الدولي، فمن أجل تلبية الارتفــاع المتوقع في الطلب العالمي، يجب � ووف ، ولا 2050 % بحلول عام 50 زيادة إنتاج المعادن والفلزات والليثيوم والغرافيت بنسبة % 8 ). كما تختزن الأراضي الإفريقية كذلك 17 يمكن تحقيق ذلك دون موارد إفريقيا( .) 18 % من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي( 7 من الاحتياطي العالمي للبترول، و ومن ناحية سياســية وإســتراتيجية، تمثل البلدان الإفريقية الكتلة التصويتية الأكبر في دولة)، بأكثر من ربع أصوات العالم، وتم تذكير أميركا والدول 54 الأمــم المتحدة ( الغربية بذلك في عدة مناسبات متعلقة بالتصويت لصالح قرارات في الجمعية العامة ضد حليفتها إسرائيل، ولعبت فيها الأصوات الإفريقية دورًًا حاسمًًا في إقرارها، كما أن مراهنة الصين وحتى روســيا على الأصوات الإفريقية في المحافل الدولية لدعم طروحاتهما ومواقفهما من عدة قضايا مثل تايوان والحرب الروســية-الأوكرانية، بيََّن .) 19 لواشــنطن أنه يجب عدم إهمال كل تلك الأصوات في عالم يتجه نحو التغير( وهــذا ما يزيد من ضرورة توطيد التعــاون بين الطرفين، الصيني والإفريقي، لتحقيق متبادل للمصالح والأهداف، وإحداث نوع من التكامل بينهما، بالشــكل الذي يمك ِِّن كل طرف من الاستفادة المثلى من موارد ومقومات الطرف الآخر.

Made with FlippingBook Online newsletter