155 |
انقســامات عرقية أو دينية أو أيديولوجيــة أو لغوية، وقد يتم فرضه في المجتمعات ذات الانقســامات الحادة في إطار نظام ديمقراطي هجين أو نظام سلطوي، كما هي الحال في معظم الدول النامية. ومن خلال قراءة التجارب الدســتورية العالمية، يتبين أن هذا الشــكل من أشــكال الحكم يتوافق مع النظام شبه الرئاسي ونظام الملكية الدستورية. ففي كلا النظامين، بوصفها منهجية لتحديد " الديمقراطية التنافسية " يتم، وبدرجات متفاوتة، اعتماد آليات معالم المشاركة في الحكم بناء على قاعدة الأكثرية أو الأغلبية. نشــأ النظام شــبه الرئاسي أو نصف الرئاسي كرد فعل على الاختلالات التي ظهرت خلال تطبيق النظام الرئاســي الصرف في أوروبا في بداية القرن العشرين، والمتمثلة سـ ًا في احتمال تصاعد الصراع بين المؤسسة الرئاسية والبرلمان وخطر الانزلاق � أسا نحو الديكتاتورية والاستبداد. ومن أول البلدان التي تبنََّته دون تسميته، نذكر ألمانيا، . وقد تم 1937 ، وإيرلندا، سنة 1920 (جمهورية فايمار)، والنمســا، سنة 1919 ســنة في مقالة نُُشــرت في جريدة 1959 تــداول هــذا المصطلح لأول مرة كمفهوم ســنة )، في موضوع Hubert Beuve - Méry لوموند الفرنســية من قبل هيبير بوف ميري ( ). إلا أن الفضل في توضيح 10 ( " مــن ديكتاتوريــة مؤقتــة إلى نظام شــبه رئاســي " وإدخــال هذا المفهوم في بناء النظرية السياســية يرجع لعالم السياســة الفرنســي، )، ابتداء من الطبعة الحادية عشرة من كتابه Maurice Duverger موريس دوفورجي ( )، ثم في مجموعة 11 ( 1970 الصادرة سنة " المؤسسات السياسية والقانون الدستوري " .) 12 من المقالات المنشورة بعد ذلك في مجلات محكمة( ) النظام شــبه الرئاســي، اعتمادًًا Maurice Duverger وقد عر ََّف موريس دوفورجي ( ): انتخاب رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشــر، ومنح 13 على ثلاثة معايير رئيســة( رئيس الدولة صلاحيات واسعة، بما فيها صلاحية حل البرلمان، ثم تشكيل حكومة تكون مسؤولة أمام البرلمان. )، فقد حدََّد خمس خصائص أساســية Giovanni Sartori أما جيوفاني ســارتوري ( )، تتمثــل في انتخاب رئيــس الدولة عن طريق 14 ومتكاملــة لتعريف هــذا النظام( الاقتراع الشــعبي لمدة محددة، وتقاسم الســلطة التنفيذية بين رئيس الدولة والوزير الأول، واستقلالية رئيس الدولة عن الحكومة والبرلمان، علاوة على التنصيص على
Made with FlippingBook Online newsletter