| 160
بمدى توافر بعض الشــروط الأساســية، أهمها وجود آليــات نوعية مصممة لإنتاج ا عن استعداد وانخراط كل )، فضلًا 35 )، وانتشار الوعي الجمعي( 34 التمثيل الواسع( ). ومن هنا، يبدو أن 36 الأطــراف المتصارعة في عقد اتفاقــات مع بعضهم البعض( فرص اعتماد هذه الصيغ الثلاث بشكل إرادي في الدول الأقل نموًّّا والأكثر هشاشة تبقــى ضئيلة، وحتى إن تم اعتمادها، كما هي الحال في رواندا وجنوب الســودان، فإن ذلك لا يكون نابعًًا من إرادة سياسية داخلية حقيقية للإصلاح، بل مفروض ًًا من الخارج في إطار ترتيبات وتفاهمات ما بعد انتهاء الحروب الأهلية. ثانيًًا: ملامح تطور مسار تقاسم السلطة التنفيذية في النظام السياسي المغربي ، على 1956 كما ســبقت الإشــارة، اعتمد المغرب، منذ حصوله على الاستقلال عام نظام سياســي مبني على تقاســم السلطة التنفيذية. وهناك عاملان أساسيان كان لهما وقع كبير في تحديد ملامح تطور مســار الإصلاحات السياســية في اتجاه مزيد من ) 37 ( " سلطة الحكم " التوازن في تقاســم الســلطة التنفيذية بين المؤسسة الملكية أو .) Timing ) وتوقيت إنجازه ( Speed ومؤسسة رئيس الحكومة، وهما: وتيرة التغيير ( . وتيرة التغيير 1 مــن المعلــوم أن المصلحين، وهم من صنََّاع القرار، غالبًًا ما يلجؤون في أي عملية ) أو أســلوب التدرج Choc Therapy إصلاحيــة إما لأســلوب العلاج بالصدمــة ( ). وعلــى غرار ما يحدث في معظم الدول الناشــئة أو النامية، اختار Gradualism ( المغرب المسار الثاني لتحقيق نوع من التوازن بين القوى السياسية من خلال إعادة توزيع الصلاحيات التنفيذية بين المؤسســة الملكية (متعددة المشروعيات) ومؤسسة رئيس الحكومة (صاحب الشرعية الانتخابية). ولا شك أن لهذا المنهج مزايا متعددة :) 38 يمكن إجمالها في النقاط الآتية( - يســاعد التــدرج في الإصــاح على التحكم فــي تكاليف التكيــف أو التقويم ، نظــرًا لحالــة عدم اليقين التي تحيــط بالنتائج المتوخاة )Adjustment Cost( وصعوبة تحديد قائمة الرابحين والخاسرين مسبقًا.
Made with FlippingBook Online newsletter