| 166
لــم تكن هناك قوتان، وإنما كان تيــاران، أحدهما صبور وكان يمثله والدي، الذي " كان يعتقــد أن الطريقة المثلــى المؤدية إلى محمود النتائج هي عامل الزمن. والتيار كانت مطالبهم في مســتوى درجة إدراكهم للأشــياء، كان … الآخر كان عديم الصبر لديهم ميل طبيعي لإضفاء أبعاد ضخمة على الجزئيات، كانوا يهتمون بما هو ثانوي على حساب ما هو جوهري، وفي بعض الأوقات، كان الحوار لا يسوده أي تفهم؛ إذ كان كل منََّا يحلق على ارتفاع يختلف عن ارتفاع الآخر. كانت حقًًّا مأساة بالنسبة .) 62 ( " للمغرب ليــس إذن مــن قبيــل الصدفة أن تبرز حاجة الدولة والمجتمــع إلى جيل جديد من في الحكـــم، في إطار حكومة " خصوم الأمس " العلاقات، تجســدت في إشــراك التناوب. غير أنه، إذا كان الهدف المعلن للتناوب التوافقي هو فسح المجال لتنافس القوى السياســية، فقد ســرعان ما اتضح أن وصول هذه القوى إلى مواقع التدبير لا )، في ظل نظام سياسي تُُشكل فيه الحكومة الطابق 63 يعني الوصول إلى سلطة القرار( الثاني داخل الجهاز القراري، الذي تشغله الملكية وتحافظ عليه. وبغض النظر عن كون المغرب قد حقق مكاسب وطنية كبرى، كما جاء في خطاب ، بفضل إرســاء مفهوم متجدد للســلطة، وإصلاحات 2011 التاســع من مارس/آذار وأوراش سياسية وتنموية عميقة، ومصالحات تاريخية رائدة، رس ََّخ من خلالها ممارسة )، تبقى 64 سياسية ومؤسسية باتت متقدمة، مقارنة بما يتيحه الإطار الدستوري الحالي( العلاقة بين إعلان التعديل الدســتوري وتصاعد حدة الاحتجاجات، وتطور شعارات المتظاهرين، قوية وقائمة. لماذا؟ لأن تاريخ وتوقيت الخطاب لم يكونا عاديين، كما أن قرار الإعلان عن مراجعة الدســتور كان اســتثنائيًّّا، وينذر بوجود طارئ لم يعد بالإمــكان تجاهله، ويتطلب احتواءه بالحــزم اللازم. فقد دفعت قراءة ما يجري في المحيــط العربي، وما يعتمل داخل المجتمع المغربي، إلى الاســتباق بالإعلان عن .) 65 وضع دستور جديد يروم التغيير ضمن الاستمرارية( ولئن كان الفاعلون المؤسســيون الذين تمت استشــارتهم مــن قبل اللجنة الخاصة بالنمــوذج التنمــوي الجديــد يتفقون حول المكتســبات الديمقراطيــة والإنجازات يؤكدون على التفاوت الحاصل " المتعــددة التي يمكن للمغرب أن يفخر بها، فإنهم
Made with FlippingBook Online newsletter