| 176
الفرضية الثالثة: كفاءة السوق السياسية تُُعد هذه الفرضية شــرطًًا أساسيًًّا لضمان منافســة عادلة وشفافة بين مختلف الفرقاء السياسيين، وفي الوقت نفسه، تجنب عودة الحكم السلطوي أو الانزلاق نحو العنف. شـًا، فإن � وعلى الرغم من أن مسلســل الانتقال الديمقراطي في المغرب لا يزال ه ، شك ََّل الحد 2011 التحول الذي أفرزته الديناميات الناتجة عن الحراك العربي، عام الأدنى لتأمين عمل آليات الســوق السياســية؛ حيث سمح لمختلف القوى السياسية بالحصول على هامش معين من حرية التصرف. فبالإضافة إلى المنافسة بين الأحزاب السياســية ذات التوجهات المختلفة حول البرامج الانتخابية، يســعى هرما الســلطة التنفيذية إلى تقديم برامج سياســية واقتصاديــة واجتماعية بغرض الوفاء بالتزاماتهما تجاه المواطنين المغاربة، وفي الوقت نفسه، تعظيم مكاسبهما السياسية. الفرضية الرابعة: الجرأة على المجازفة والمخاطرة ترتبــط هذه الفرضيــة بالاختلاف الذي يطبع مواقف طرفــي المعادلة إزاء المخاطر الناجمة عن لعبة تقاسم السلطة التنفيذية. فالمؤسسة الملكية (الأصيل) تتمتع بموقف Political ( الفوبيا السياســية " تفاوضــي قــوي، وقد أبانت عبر التاريخ عن نوع من وقــدرة عالية على التأقلم مــع تطورات الزمن والمجتمع؛ مما مكنها من " ) Phobia التحكم في قواعد اللعبة، وفي الوقت نفســه، تقليل أســوأ النتائج المحتملة التي قد تتعرض لها بفعل تفويض جزء من السلطة التنفيذية لمؤسسة رئيس الحكومة. أي إنها ). أما مؤسسة Risk Aversion ( " النفور من المخاطر " اعتادت على انتهاج سلوك رئيس الحكومة (الوكيل)، فموقفها التفاوضي ضعيف، وقدرتها على صنع سياســات عمومية فعالة باستقلالية تبقى محدودة وهامشية، وهي بالتالي تميل إلى تبني سلوك محايدة " الحياد إزاء المخاطر المحتملة، أو ما يُُسمى في أدبيات الفكر الاقتصادي بـ .) Risk Neutral ( " المخاطر وتجدر الإشارة إلى أن هذين السلوكين المختلفين والحذرين إزاء المخاطر لا يشملان تقاسم السلطة، في حين يبقى النظام السياسي ككل، وعلى غرار باقي " لعبة " ســوى الأنظمة السياسية التي تُُوصف بالهجينة، مُُعرََّض ًًا لهزات محتملة في سياق يتسم بعدم ). وتُُشير هذه الحالة إلى صعوبة التنبؤ بمسار الأحداث بسبب قلة الدراية 83 اليقين(
Made with FlippingBook Online newsletter