181 |
وتتخـذ هـذه الـعلاوة شـكل مكافـآت وإكراميـات ماديـة أو رمزيـة، وهـي تقليـد مـخزني ا أن يقـوم قديـم تباركـه معظـم مكونـات المنظومـة السياسـية المغربيـة. جـرت العـادة مـثل ًا الـقصر الملكـي سـنويًًا بتوزيـع أضاحـي العيـد على رئيـس الحكومـة ورؤسـاء الأحـزاب )، كما يحظـى هـؤلاء بعطـف ورضى الـقصر (إشـارة إلى الملـك) حتـى بعـد 86 ( والـوزراء انتهـاء مهامهـم مـن خلال تجديـد الثقـة فيهـم مـن خلال تعيينهـم منصـب سـام جديـد، أو منحهــم أوســمة رفيعــة، أو التكفــل بمصاريــف استشــفائهم في حالــة الـمرض، أو تسـهيل حصولـهم على امتيـازات أخـرى. ويعكــس هــذا النــوع مــن الــتصرف مــن لــدن المؤسســة الملكيــة، والــذي تمتثــل لــه مؤسسـة رئيـس الحكومـة رغبـة الجانـبين في تـجاوز إشـكالية اخـتلاف التفضـيلات مـن خلال تبنـي سـلوك تعـاوني يـحول دون الإضرار بمصالحـهما. وقـد يبـدو للبعـض أن هـذا السـلوك ينطـوي على قـدر مـن الانتهازيـة السياسـية في ظـل هيمنـة المؤسسـة الملكيـة على يـُعبر عـن نـوع مـن البراغماتيـة والنفعيـة التـي � باقـي المؤسسـات، إلا أنـه في الحقيقيـة يعتمدهـا الـقصر في التّّعامـل مـع الشـأن العـام والتفاعـل مـع القضايـا المختلفـة. خاتمة ا ، لا يمكن لإخضاع تقاســم الســلطة التنفيذية في المغرب لنظرية الوكالة إلا إجمال ًا أن يتســاءل عن نفســه. ودون إغفال صعوبة إيجاد نظام سياسي لا يعتريه نقص ولا يســتهدفه نقد، هل اســتطاع هذا التمرين أن يُُوضح طبيعة العلاقة بين الأصيل، الذي تمثله المؤسســة الملكية، والوكيل، الذي تجســده الحكومة، في إطار نظام سياسي ، غداة بداية التحديث المؤسســاتي بالمغرب، على العمل 1962 جُُبلت أطرافه، منذ داخل فضاء سياسي بأحادية المرجعية السياسية ومركزية المؤسسة الملكية؟ أشــرنا إلى أنه، بعد أن أطفأ التوافق بين الملكية والتنظيمات الحزبية فتيل الصراع، وقطع مع مرحلة من العنف والعنف المضاد، أصبحت المؤسسة الملكية تقدم نفسها بوصفها واضعًًا حصريًًّا للإســتراتيجية السياسية، وموجهًًا رئيسًًا للسياسات العمومية والاقتصادية والاجتماعية. وبصرف النظر عن التحديد الدستوري لصلاحيات الملك س ـ ًا للســلطة التنفيذية، � ، وتقوية ســلطة رئيس الحكومة بصفته رئي 2011 في دســتور تكشــف التجربة أن حرص رئيس الحكومة على ممارســة مهماته الكاملة، كما هي منصوص عليها دستوريًًّا، لا يزال موضع تردد وإحباط.
Made with FlippingBook Online newsletter