| 182
وأوضحنــا كذلك أن التاريخ والواقع يفرضان نفســيهما لفهــم هذه العلاقة، فالنظام السياســي مشيد ليضمن لذاته الاســتمرارية على الحالة التي هو عليها. ولربما يبدو التي عاشــها " تجربة التناوب " ا ، أن الخطوات التي ســبقت وأعقبت واضح ًًــا، مثلًا فالجهة التي كانت في الحكومة منذ أزيد ؛ " عود على بدء " المغرب ليســت ســوى من ثلاثين ســنة تُُســحب إلى المعارضة، والجهة التي كانت في المعارضة يُُؤتى بها أكثر التنفيس السياسي إلى الحكومة. فهي تظل خطوات محسوبة تروم خلق نوع من منها مبادرات حقيقية مندرجة في إطار مشــاريع لتعزيز التحول الديمقراطي. لكن ما ، لم تكن كلها 2011 و 1962 ينبغــي الانتباه إليه أن هذه الدورة الدســتورية، مــا بين ا ومآلات مختلفة، كُُتب عنها الكثير على انتظارية، بل شهدت أحداثًًا وتطورات وآمالًا المستويين، الأكاديمي والإعلامي. غير أن ما كان يهمنا، في إطار اختيارنا المنهجي، هو درجة تأثيرها في طبيعة العلاقة بين رأســي الســلطة التنفيذية، ولاسيما أنه، بالرغم من كون المملكة شهدت انفتاح ًًا ، وتعزز بمجيء 1996 و 1992 سياسيًًّا مؤكدًًا، انطلق مع التعديلات الدستورية لعامي ، وتعمق مع دخول المغرب لمرحلة حكم الملك 1998 حكومة التناوب التوافقي عام ، ظلت الملكية تحظى 2011 محمد الســادس، والإقدام على مراجعة الدســتور سنة بمكانة محورية في النســيج التاريخي والاجتماعي والسياســي والدستوري المغربي، وهو ما يفسر ديمومتها واستمرارها مؤسسة فاعلة ومميزة عن مثيلاتها من الملكيات، أو الأشكال الشبيهة بها على الصعيد العربي الإسلامي. والنتيجة هي رجاحة وصف أو ، " ملكية تنفيذية " أو ، " ملكية رئاسية غير متوازنة " النظام السياسي المغربي بكونه نظامًًا سياسيًًّا تتمتع الملكية في نطاقه بموقع الصدارة، تسمو على كافة المؤسسات، وتعلو عليها دستوريًًّا وسياسيًًّا. وباســتخلاص نتائج نمذجة العلاقة بين المؤسستين، وفقًًا لنموذج الأصيل والوكيل، ندرك أن المؤسســة الملكية تتصرف ببراغماتية وتمتلك مختلف وســائل الســيطرة والإخضاع؛ إذ يبدو أنها لا ترهن نفســها بشــكل مباشــر من وراء تشــكيلة سياسية وفائهم مــا، وتحــرص على تأمين نوع مــن التعددية بين أولئك الذيــن يعبِِّرون عن لفكرة الســلطة الملكية ولشــخص الملك بالذات. ومن الطبيعي، في غير المنقوص والمتكتلة في شــكل غير المتجانســة هــذه الحالــة، أن تكون الائتلافات الحكومية ) هــي القاعدة. علاوة على ذلك، فــإن الضبابية التي تميز Cartellisation ( الكارتــل
Made with FlippingBook Online newsletter