| 18
في هذه الورقة، سنســتخدم التحليل النوعي البســيط لمنظور تحليل السيناريوهات، وسنناقش ثلاث حالات مفترضة لسوريا المستقبل وتداعيات هذه الصور المستقبلية علــى الوضع الداخلي، وتوازن القوى الإقليمي، والتحالفات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالموقف من ســوريا، وانعكاســات ذلك على الأمن الإقليمي، وعلى خارطة المصالح والنفوذ داخل سوريا. ثانياًً: السياق الإقليمي للإطاحة بنظام الأسد ، أطلقت المعارضة السورية المسلّّحة المتجمّّعة 2024 نوفمبر/تشــرين الثاني 27 في عملية عسكرية ضد نظام بشّّار الأسد تحت شعار " قيادة العمليات العسكرية " تحت . قادت هيئة تحرير الشام هذه العملية العسكرية، واستطاعت خلالها " ردع العدوان " تحريــر كامــل إدلب وحلب وحماة وحمص. حاول حلفاء النظام مســاعدته، إلا أن يوما من إطلاقها بدخول المعارضة السورية المسلّّحة العاصمة 11 العمليّّة انتهت بعد دمشق والإطاحة بنظام الأسد الذي انهار بشكل سريع ومفاجئ، بعد صراع دام أكثر . 2011 عاما منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 13 من جاءت هذه العملية في سياق إقليمي مضطرب للغاية، بينما كانت إسرائيل تستكمل 7 عدوانها على غزة بعد مضي أكثر من عام على إطلاق عملية طوفان الأقصى في بمثابة مفاجأة غير " طوفان الأقصى " . لقد كانت عملية 2023 أكتوبر/تشــرين الأول متوقعة للجميع، بمن فيهم إسرائيل وإيران. استغلت إسرائيل الوضع لمحاولة القضاء على حركة حماس وإضعاف إيران وأذرعها في المنطقة في لبنان وســوريا والعراق واليمن. وعلى المقلب الآخر، وضعت هذه العملية إيران وأذرعها في موقف حرج، بينما كانت تتحض ّّر لمواجهة احتمال ترش ّّح وفوز دونالد ترمب في الرئاسيات الأميركية من موقع قوّّة. لكن طوفان الأقصى ترك إيران بين خيارين صعبين 2024 أواخر العام لم تكن قد تحض ّّرت لهما بشــكل جيّّد، فإمّّا الانضمام إلى معركة غير مســتعدّّة لها تتعرّّض فيها أذرعها لخسائر شديدة، وبالتالي تفقد إيران أوراقها في مواجهة احتمال صعود ترمب مجددا إلى الرئاســة في البيت الأبيض وتعرّّض نفســها للخطر، وإمّّا تجاهل الأمر وتحييد نفسها وأذرعها عن المشهد، وبالتالي اهتزاز الصورة التي سعت ، وهو ما يعرض " محور المقاومة " إيران لتكريســها حول نفســها بوصفها من تقود
Made with FlippingBook Online newsletter