| 200
من اللقاءات مع عدد كبير من المختصين في ميادين القانون والهندســة المعلوماتية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومع مسؤولين سابقين بوكالات حكومية وبالشركات الكبرى للتواصل الشبكي. تُُقر الكاتبة منذ البداية بالقيمة المضافة لأدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتحليل البيانات الضخمة واســتثمارها في تلبية حقوق حيوية، كالصحة عبر تحســين دقة التشخيص الطبي، وتطوير الأدوية والاكتشاف المبكر لبعض الأمراض في ضوء قواعد معطيات ضخمة لمعالجة صور الأشــعة وتقارير التحاليل الطبية، والتعليم من خلال تيســير الوصــول إلى المعرفة وتنمية آليات التعلــم الذاتي. إضافة إلى العائد الاقتصــادي؛ حيث تفيــد المعالجة الخوارزمية في خفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية والتنافســية، والعائد الأمني؛ حيث تساعد أنظمة المراقبة الذكية في مكافحة الجرائم ا عن ذلك، فهي تسهم في تحسين تفاعل الإلكترونية ورصد التهديدات الإرهابية. فضلًا البشر مع التكنولوجيا أمام التطور المذهل لتقنيات التفاعل مع الأجهزة المعلوماتية، كالتعرف على الصور والأوامر الصوتية وأدوات المساعدة الرقمية. غير أن كل مكسب من هذه المكاسب يحمل في طياته تأثيرات لا حصر لها يتجاوز ضررهــا مجرد انتهــاك الحياة الخاصة إلى التحكم في القرار السياســي والســيادة تعود لسوء استخدام المنصات، " بيداغوجية " الاقتصادية للدول، ليس فقط لأســباب بل لأصول منهجية مرتبطة بهندستها المعلوماتية التي ص ُُم ِِّمت في الأصل وفق تركيبة تجعلها تعكس تحيزات صانعيها، ولكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي " انتقائيــة " غيــر قــادرة على تمثُُّل الأخلاقيات المهنية، بل إن فكرة بناء ذكاء اصطناعي أخلاقي تتعارض في الأصل مع رهانات مطو ِِّريه، وما إنشــاء الشــركات لأقســام أخلاقيات لإخفاء وجهها البشــع على حد تعبير رودولفو " مكياج " الذكاء الاصطناعي ســوى )، مدير مركز الأتمتة والروبوتات في جامعة البوليتكنيك في Rodolfo Haber هابر ( ). وكل من يقاوم هذه النزعة فمصيره الإقصاء كما حصل مع تيمنيت CAR مدريد ( )، خبيرة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بشــركة غوغل، التي Timnit Gebru جيبرو ( كشفت عن التحيز الفادح في خوارزميات التعرف على الوجه؛ حيث وجدت أن هذه .) 4 الأنظمة تعتريها معدلات خطأ أعلى عند التعرف على أصحاب البشرة الداكنة ( ثمة مؤشــرات عديدة على " عبيد الخوارزميات " بمعزل عن الحمولة الرمزية لعبارة تكريس عبودية جديدة ذات صبغة رقمية، في ظل وجود مئات الآلاف من الأشخاص
Made with FlippingBook Online newsletter