207 |
ودفء علم النفس البشري، بدعوى أنها أكثر ذكاء وخصوصية، بالرغم من كون كل ا عن المؤشرات توحي بأنها تحتمل مخاطر جمة على الحياة الخاصة للأفراد، فضلًا ضعف كفاءتها في سبر أغوار النفس الإنسانية. بل حتى في المجال المعرفي لا تزال تطبيقات الذكاء الاصطناعي مخترقة بعيوب عديدة تجعل إجاباتها غير دقيقة وأحيانًًا ا عن كونها تقتصر على تقديم ردود نمطيــة؛ وهكذا تقول الكاتبة إنه كارثيــة، فــضلًا يمكــن للخوارزمية أن تتفوق في امتحــان القبول في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ولكن ليس بقلم في يدها. كما أنها تظل عاجزة عن مسايرة الذكاء الطبيعي في عوالم Nick التخيل والحكمة والمهارات الاجتماعية، حيث يتساءل ساخرًًا نيك بوستروم ( ) بجامعة أكسفورد: إذا كان الذكاء FHI )، مدير معهد مســتقبل الإنســانية ( Bostrom الاصطناعي الفائق قادرًًا على توليد صورة أزهار فهل في اســتطاعته مســاعدتي على شم رائحتها؟ وإذا كان في مستطاعه توليد أغنية تناسب حالة طفل يبكي فهل بإمكانه تهدئته عبر ملامسته؟ تكمن المعضلة، حســب لورا غارســيا دي ريفيرا، في الاعتقاد السائد بأن المعالجة الحاسوبية لا يمكن أن تخطئ، فعموم البشر يميلون إلى إعطاء مصداقية شبه مطلقة للبرامــج المعلوماتية كما لو كانت بطبيعتهــا الرياضية أكثر موضوعية وعقلانية، مع انطباع وثوقي يعتبر الذكاء الاصطناعي أذكى من البشر في كل الأحوال. وهذا الاعتقاد هو المشكلة الحقيقية، خصوص ًًا في ظل إشكالات عديدة تبرز عجز الخوارزميات في معالجة بعض المعطيات، وما ينجم عن ذلك من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. في هذا الســياق، تقدم الباحثة حالات دالة من العالم الإسلامي، كاعتقال الشــرطة ، إثر نشره لصورة على صفحته على 2017 الإسرائيلية لعامل بناء فلسطيني، في سنة ، حيث ترجمتها الشبكة تلقائيًًّا "yusbihuhum" - " يصبحهم " فيسبوك مصحوبة بكلمة باللغتين، العبرية والإنجليزية. وفي حالات كثيرة لا تســتطيع أنظمة " هاجمهم " إلى الترجمة الآلية التعبير عن الاستعارات والصور البلاغية المضم ََّنة في عدة تعابير لغوية على نحو يؤثر سلبيًًّا على حقوق الأفراد في التعبير والتنقل، كما في قصة امرأة أفغانية فرََّت من أفغانستان ورفضت الولايات المتحدة طلبها للجوء بدعوى وجود تناقضات في شــهادتها حينما ادعت أنها غادرت بلدها بمفردها؛ حيث أخطأ برنامج الترجمة الفوريــة القائــم على الذكاء الاصطناعي في ترجمة الضمير أنا باللغة البشــتونية إلى .) 15 نحن باللغة الإنجليزية (
Made with FlippingBook Online newsletter