19 |
مشــروعها الإقليمي إلى تحديات جدية، لا ســيما إن خسرت هذه المرة جزءا مهم ًًّا . " المقاوم " من المؤمنين بدورها بين هذا وذاك، قرّّرت طهران اختيار موقف وســط لا يجعلها تنخرط بشــكل مباشر فــي المعركة، ولا يحيّّدها عن المشــهد تماما في نفس الوقــت،. كان هدفها البقاء فــي دائــرة صورة قيادة المحور، عقب انخراطها الدموي في ســوريا، والتأكيد أيضا . لكن موقفها الوســطي هذا ســرعان ما انقلب عليها " وحدة الســاحات " على فكرة وعلى أذرعها، فلا هي نأت بنفســها تماماًً، ولا هي انخرطت بشــكل كامل من شأنه أن يؤثر على موقف إســرائيل. فهمت الأخيرة ذلك على أنّّه انعكاس لمأزق تعيشــه إيران، وحالة ضعف لا تستطيع طهران الدفاع عنها. وعليه، قرّّرت إسرائيل استغلال الوضــع للانقضــاض على طهــران وأذرعها منتقلة من الدفاع إلــى الهجوم. دمّّرت إسرائيل إلى حد بعيد قدرات حزب الله العسكرية بشكل غير مسبوق، وذلك للمرّّة الأولى منذ إنشــائه، ودمّّرت هرمه القيــادي، واغتالت جل قيادييه من الصف الأوّّل )، كما شــنّّت هجمات هي الأولى من نوعهــا على جماعة الحوثي في 15 والثانــي( ). ولم يخل 17 )، وهدّّدت المليشــيات الشيعية الموالية لإيران في العراق( 16 اليمن( التصعيد الإسرائيلي من استهداف العمق الإيراني بشكل علني للمرّّة الأولى، فيما بدا واضحا أن طهران لا تريد الانخراط في مواجهة مباشرة، وأن جل ما تريده هو رفع ) والقيام برد يمكن تصويره على أنّّه 18 الحرج عنها أمام تعرّّضها لضربات إسرائيل( أقل من شيء وأكثر من لا شيء، يرفع الحرج عن إيران ولكنه لا يدخلها في حرب .) 19 مع إسرائيل( أمام هذا الواقع، حاول نظام بشّّار الأسد في سوريا عزل نفسه عن التصعيد الحاصل بين إسرائيل وبين إيران والمحور التابع لها، وذلك لأن وضعه لا يسمح له بلعب أي )، لدرجة أن كثيرين شككوا في كونه لا يزال تابعا للمحور 20 دور في هذا المجال( الذي تقوده إيران بسبب غياب أي رد فعل على كل التصعيد الإسرائيلي ضد حماس وحزب الله وإيران. وإن كان موقفه من حماس قد يكون مفهوما بمنظوره، فإن عدم وجود أي تعليق أو موقف حقيقي له من التصعيد ضد حزب الله وإيران أثار الكثير من علامات الاســتفهام. وللتغطية على هذا الوضع، قرر نظام الأســد أن يصعّّد ضد )، وهي 21 المعارضة السورية في إدلب من باب التسويق لمحاربة التطرّّف والإرهاب(
Made with FlippingBook Online newsletter