العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

| 20

أجندة لطالما أجمع عليها معظم اللاعبين الإقليميين والدوليين بمن فيهم إســرائيل وإيران والولايات المتحدة وأوروبا وروســيا والصين والســعودية والإمارات. لكن محاولــة توظيف هذه الورقة ســرعان ما انقلبت عليــه أيضا عندما قررّّت المعارضة الســورية المســلّّحة الرد على التصعيد الحاصل من قبل نظام الأســد بإطلاق عملية )، خاص ّّة أن موقف الأسد المحايد من 22 ( " ردع العدوان " عسكرية مضادة تحت شعار التصعيد الإسرائيلي-الإيراني كان قد كشف -بشكل علني- ضعف النظام السوري. من إرباك مختلف القوى الإقليمية والدولية، ولأن العملية " ردع العدوان " زادت عملية جرت دون تدخلات خارجية وبشكل غير متوقع وسريع، فقد كان من شبه المستحيل على أي من الأطراف التدخل لإيقاف سقوط نظام الأسد الذي سرعان ما انهار خلال يوما. في هذه الأثناء، كانت العديد من المصادر قد روّّجت أن سقوط نظام الأسد 11 ). وهناك من ادّّعى أن 23 كان نتيجة لتخلّّي داعميه عنه، أي إيران وروسيا بالتحديد( إســقاط النظام كان بترتيب أميركي-إسرائيلي وتفاهم مع المعارضة السورية وتركيا، ). وهناك أيضا من قال إن 24 كما أوحى بذلك المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي( تركيا كانت تدير العمليّّة، لكن أيّّا من هذه الادعاءات لم يكن صحيحاًً. يمكن تفسير الانهيار السريع لنظام الأسد من خلال مجموعة من العوامل المتداخلة، بعضها آني والبعض الآخر إســتراتيجي، وتتوزع بين عناصر مرتبطة بالمعارضة السورية وأخرى متعلقــة بالنظام نفســه، إضافة إلى عوامل تتعلق بالحلفــاء والبيئة الإقليمية والدولية المحيطة. على المستوى الآني، يمكن القول إن العامل الأبرز تمثّّل في توقيت الهجوم وطبيعته، حيث جاء في لحظة انشغال النظام بمحاولة تجنّّب الانجرار إلى النزاع الإسرائيلي- الإيراني، مما جعله يركّّز على السياســة الخارجية على حســاب الاستعداد الداخلي. ورغم نجاح النظام جزئيًًا في النأي بنفســه عن الصراع الخارجي، فإن هذه السياســة وفّّرت للمعارضة فرصة استثنائية لاستغلال ما رأته ضعفًًا أو حيادًًا من جانب الأسد، واعتبرت ذلك إشــارة إلى هشاشة داخلية يمكن البناء عليها. بالإضافة إلى التوقيت، كان لطبيعة الهجوم دور حاســم، فقد جاء ســريعًًا ومنظمًًا ومعقّّدًًا بشكل فاجأ قوات النظــام. وكان من اللافت أن المعارضة قدمت الهجوم إعلاميًًا باعتباره دفاعيًًا، وهو ما أدى إلى التقليل من شأنه عسكريا وعدم إدراك النظام لمدى خطورته، الأمر الذي

Made with FlippingBook Online newsletter