العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

221 |

في ختام الجلســة، قد ََّم الصحفي والباحث السياسي، توفيق شومان، قراءة نقدية لما التي تنتهجها إدارة ترامب، مشيرًًا إلى أن خطة " إستراتيجية تصدير الأزمات " وصفه بـ تهجير ســكان غزة التي تروج لها إســرائيل والإدارة الأميركية لا تعدو كونها محاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقات إعادة الإعمار وإلقاء عبئها الثقيل على كاهل الدول العربية. ورأى أن هذه الإســتراتيجية لا تهدف فقط إلى تفادي الالتزامات الدولية تجاه غزة، بل تسعى أيض ًًا إلى خلق حالة من الاحتكاك والتوتر بين الفلسطينيين والدول العربية المضيفة؛ مما يعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني في إطار عربي داخلي بعيدًًا عن سياقه الأصلي كقضية تحرر وطني. العدالة الانتقالية في دول ما بعد الصراع: فرص وتحديات حظــي الوضع في ســوريا باهتمام خــاص من المنتدى، خاصة فــي ظل التغييرات الكبيرة التي شهدها هذا البلد في أعقاب تمك ُُّن ثورته الشعبية من خلع الرئيس بشار الأســد، منهية بذلك نظام حكم امتد لأكثر من خمســين عامًًا. تناولت الجلسة الثانية من المنتدى كيفية تحقيق العدالة الانتقالية كأحد التحديات التي تواجه سوريا خلال الفترة القادمة. شــد ََّد المشاركون في الجلســة على ضرورة الإسراع في جبر الضرر وتعويض الضحايا، ومحاســبة المسؤولين عن الانتهاكات، مع اتخاذ التدابير الكفيلة بعــدم تكرارها، مؤكدين أن أحد الأهداف الأساســية للعدالــة الانتقالية هو تحقيق المصالحة المجتمعية. حذََّر المتحدثون كذلك من أن غياب بنية واضحة للعفو والصفح بعد المحاسبة قد يفضي بالمجتمع إلى الدخول في دوامة من الثأر والانتقام، مشددين على أهمية تعزيز ثقافة مجتمعية تقوم على أســس دينية وثقافية ســليمة، وتعزز دعائم العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع. أوصى المتحدثون بإنشــاء هيئة مســتقلة تضم شــخصيات قضائية وحقوقية نزيهة، بالإضافة إلى ممثلين عن الضحايا، لضمان الشــفافية والمصداقية في تحقيق العدالة الاجتماعية، مشــيرين إلى أن نجاح العدالة الانتقالية مرهون بتحقيق ســيادة القانون والتوافق الوطني الشامل.

Made with FlippingBook Online newsletter